انتقد المجلس الوطني لمراقبة الانتخابات عزوف بعض الشركات المساهمة والكبرى عن المشاركة في دعم الانتخابات البلدية، حتى في أدنى صورها وهي السماح لموظفيها بالانصراف للإدلاء بأصواتهم واعتبار ذلك اليوم إجازة عن العمل لمصلحة المجتمع والوطن، مشددًا على ضرورة تسليط الضوء على أهمية إضطلاع الجميع بمسؤولياتهم الاجتماعية. ودعا إلى مراجعة نظام البلديات والقرى ولائحته التنفيذية في ضوء النهضة الحضرية الشاملة التي تشهدها المملكة ومن منطلق النظرة المستقبلية للدور الذي تقوم به المجالس البلدية ومهامها المتعددة، وكذلك النظر في مراجعة جذرية وجادة لأنظمة الجمعيات المهنية والمتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني ، وتعديلها حتى تتضمن وجوب مشاركاتها المجتمعية عندما تدعى لذلك خدمة للوطن والمواطنين. وحث على توسيع نطاق عمل المجلس في المستقبل بعد أن حصل على خبرة تراكمية لدورتين هامتين ليشمل كافة مراحل عملية الانتخابات ابتداءً من وضع تعديلات قانون الانتخابات البلدية وقيد الناخبين والحملات الدعائية وعدم قصر عمل المجلس على عملية الاقتراع والفرز، وتكثيف التوعية الحقوقية المنهجية للمجتمع بكل فئاته وشرائحه وعلى جميع المستويات وبجميع الوسائل والطرق من قبل كافة الجهات الحكومية وخاصة وزارات التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والصحة والتجارة والصناعة والثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لترسيخ مبادئ وقيم وأخلاقيات ومنافع العمل الانتخابي دون قصره فقط على وزارة الشؤون البلدية والقروية. وشدد على الاهتمام بشكل أكبر ببيئة المراكز الانتخابية وتصميمها وتجهيزها وتنظيمها لتناسب العملية الانتخابية، وتجهيز أماكن خاصة لكبار السن والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير مواقف لسيارات الناخبين، وتوفير كافتيريات المياه الباردة. وتكثيف اللقاءات والندوات التي تناقش دور المجالس البلدية وأهميتها في المستقبل لترسيخ حق المواطن في ممارسة حقوقه في مجال الترشيح والانتخاب، وكذلك اللقاءات والندوات التي تُبصر المنتخبين والمعينين بالمجالس البلدية بمهام المجلس البلدي وضوابط قراراته الموضحة في نظام البلديات. وأشار إلى ضرورة توجيه الإعلام الحكومي والخاص بضرورة الاهتمام بدور المجلس الوطني لمراقبة الانتخابات والنتائج التي يتوصل إليها، لما في ذلك من تطمين للمواطنين والمهتمين بأن العملية الانتخابية تسير بنزاهة وشفافية وعدل و ليستعد منذ الآن للدورة القادمة للانتخابات البلدية التي ستشهد مزيدًا من المشاركة بالإضافة إلى مشاركة المرأة السعودية لأول مرة ترشيحًا وانتخابًا. وأبرز المجلس الوطني 8 ملاحظات على العملية الإنتخابية منها عدم كفاية عملية التوعية الإعلامية بكل أشكالها للمرشحين والناخبين، عدم ملاءمة بيئة بعض المراكز الانتخابية نظرًا إلى الاعتماد على استخدام المدارس والدور المستأجرة بدلًا من المباني الحكومية، استخدام الجوال داخل بعض مراكز الانتخاب سواء من قبل موظفي اللجنة الانتخابية أو الإعلاميين أو المراقبين أو المرشحين وممثليهم، عدم حمل بعض الموظفين في بعض المراكز الانتخابية بطاقتهم التعريفية بصورة واضحة وبارزة، ضيق مساحة بعض المراكز الانتخابية مما سبب التزاحم بين الناخبين وعدم وجود تكييف ملائم داخل بعض المراكز، لم تكن هناك أية خصوصية للعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ولم يتوفر في المراكز الانتخابية أي من خدمات الضيافة كالماء البارد والبوفيه، عدم تنظيم الخروج بعد عملية التصويت ورجوع بعض الناخبين عن طريق مسار الدخول نتيجة ضعف الإرشاد في بعض المراكز، وعدم إلمام بعض الناخبين بإجراءات الاقتراع. وكان الدكتور ماجد محمد قاروب رئيس المجلس الوطني لمراقبة الانتخابات رئيس اللجنه الوطنية للمحامين أعلن أمس التقرير النهائي للمجلس عن الانتخابات البلدية في دورتها الثانية للعام 1432ه، مؤكدًا أن النتائج العامة في المراحل المختلفة أشارت إلى أن عمليات الاقتراع تمت بحمد الله بطريقة جيدة في مجمل الحالات والمراكز مع أنها تُجرى على هذا المستوى في جميع المناطق وفي وقت واحد لأول مرة في تاريخ المملكة الحديث. وقال: بتحليل الاستمارات التي وردت إلينا من مختلف المناطق على مستوى المملكة يمكن استعراض النتائج التفصيلية التالية من خلال رصد الملاحظات المتكررة على سير عملية الانتخابات، وبناءً على التصنيف الذي تم وضعه في استمارتي مراقبة الاقتراع والفرز، حيث اتضح بعد تحليل التقارير المختلفة للانتخابات البلدية في المملكة للعام 2011 م ، وبناءً على المعايير العلمية التي تتفق بشكل عام مع معظم المعايير العالمية، أن هناك عددًا من الملاحظات المتكررة في مختلف المناطق والمراكز، منها ما يتعلق بسلوكيات الناخبين موضحا أن عملية تصويت الناخبين في مناطق المملكة جيدة جدًّا تصل إلى درجة المثالية في بعض المراكز، فيما عدا بعض الممارسات التي حدثت بسبب الزحام والتدافع من قبل الناخبين، كما حصل في (10) مراكز فقط من أصل (752) مركزًا، وحدث ذلك في كل من منطقة الرياض»4» مراكز انتخابية بكل من (رماح، الخرج، البجادية وعفيف)، منطقة عسير مركزان في بلدية تثليث وبلدية الأمواه، منطقة القصيم مركزان في بلدية قبه وبلدية أبانات، المنطقة الشرقية، ومركز واحد في بلدية الخفجي، ومنطقة مكةالمكرمة، ومركز واحد في بلدية مدركه بمكةالمكرمة.