امتنع نحو 25 من موظفي إحدى الشركات المتعاقدة لتشغيل نظام «ساهر» المروري في المنطقة الشرقية ، عن العمل، بسبب «التأخر» في تسليم الرواتب الشهرية. وتسببت خطوة الموظفين، في عدم إدخال أكثر من 14 ألف مخالفة في النظام حتى الآن منذ يوم السبت الماضي. فيما يتزايد العدد في شكل تصاعدي حتى وقت كتابة هذا الخبر. ويفرض النظام إدخال المخالفات خلال أسبوع واحد، وإلا تعتبر لاغية، في حال عدم إدخالها بعد سبعة أيام من تاريخ الرصد، بحسب الاتفاق المبرم بين إدارة المرور والشركة المشغلة لنظام «ساهر». فيما نفت الشركة امتناع الموظفين عن العمل، معتبرة كل ما ذكره الموظفون ل«الحياة»، «إشاعة». وأبلغ عدد من موظفي الشركة، «الحياة»، أنهم قاموا بمخاطبة إدارة الشركة «من أجل تسليمنا رواتبنا الشهرية، خصوصاً راتب الشهر الأخير»، مشيرين إلى «تأخير متكرر في تسليم الرواتب». وقالوا: «إن وعودهم المتكررة، دفعتنا إلى تقديم شكوى رسمية إلى مالك الشركة في مدينة جدة (حصلت «الحياة» على نسخة منها)». وقال أحد الموظفين: «إن الشركة تماطل في تسليمنا رواتب شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، على رغم الالتزامات المادية الكبيرة المفروضة علينا، مثل القروض والإيجارات والأقساط الشهرية». وذكر أنهم قاموا بمخاطبة مدير الشركة في المنطقة الشرقية بعد «مماطلات إدارة المحاسبة في صرف الرواتب، أو تحديد موعد دقيق لصرفها»، موضحاً أن «مدير الشركة رد علينا بسؤال: هل أنتم نساء حتى تسألوا عن الراتب بهذه الصورة المتكررة». وأردف الموظف، أن «الشركة لا تقدم لنا أي دعم لوجستي، أو معنوي، ولا حتى مادي، سوى المرتب الشهري فقط»، مضيفاً «لا يمكننا الحصول على خطاب تعريف مُصدق من الغرفة التجارية، لعدم اشتراك الشركة في الغرفة». وأشار إلى عدم وجود حوافز، بحيث أنه «لا فرق في الشركة بين الموظف المجتهد، والآخر الذي لا يعمل». ويعمل الموظفون وفق عقود مع الشركة السعودية، التي تمثل إحدى الشركات الأجنبية (استرالية) المسؤولة عن نظام «ساهر». وذكروا أن «نصف رواتبنا نتقاضاها من صندوق تنمية الموارد البشرية، الذي قمنا بالتواصل معه بعد هذه القضية. ووعدنا مسؤولوه بإيقاف التعامل مع الشركة، حتى تقوم بتسليمنا مستحقاتنا المالية». وأشاروا إلى أن هناك «12 عاملاً يعملون مع الشركة الأم مباشرة. ويزاولون أعمالنا اليومية، ويتقاضون الراتب الشهري ذاته. إلا أنهم يستلمونه قبل حلول نهاية الشهر بخمسة أيام، من دون تأخير». وحصلت «الحياة» على نسخة من خطاب، قام بعض موظفي الشركة بإرساله إلى الإدارة الرئيسة في مدينة جدة. ذكروا فيه، أنهم لم يستلموا راتب شهر أيلول (سبتمبر)، إلى الآن. وأشاروا إلى أنهم أبلغوا مدير فرع الشركة في الشرقية، «وفي كل مرة يعطينا مهلة، وآخر مرة قال لنا «هناك موظف تقاعد، فتم حذفه، وحذفنا موظفاً آخراً بالخطأ». وقبل ذلك كان يقول لنا «غداً ستستلمون الراتب». ونأتي إليه غداً ويقول لنا «غداً، مراراً وتكراراً، والى هذا اليوم لم نستلم الراتب»، متمنين أن «تساعدونا على حل هذه المشكلة، لأن أكثر الموظفين لديهم التزامات مالية (قرض، وأقساط سيارات، وبطاقات ائتمانية، وفواتير، ومصروفات يومية). ومنهم من هو متزوج»، لافتين إلى أنهم لم يستطيعوا الذهاب إلى الدوام يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وأوضحوا أن علاقتهم مع الشركة «تنتهي مع نهاية هذا العام، ولا ندري كيف سنواجه الشركة؟ وكيف ستكون آلية الحصول على مستحقاتنا، قبل أن ننتقل رسمياً إلى الشركة الأم الاسترالية؟». بدوره، نفى مدير الشركة في المنطقة الشرقية المهندس خالد عبد الجواد، امتناع الموظفين عن العمل، موضحاً في اتصال هاتفي مع «الحياة»، أن «العمل يسير في شكل طبيعي»، متسائلاً عن «مروجي هذه الإشاعة». وعن تعطل العمل، والتوقف عن إدخال المخالفات المرورية إلى النظام الآلي، قال: «العمل يسير، ولا صحة لكل ما يقال»