يوم في حياة المهندس عبدالكريم الحنيني يوازي أياما في حياة آخرين، فقد استطاع أن يمزج بين إدارة شؤون المواطنين، وبين إدارة شؤون بيته، وبين هواياته دون أن يخل بأي منهم، يوم الحنيني يبدأ بالعمل وينتهي بالعمل أيضا. فهو كما يقول مسؤول «بيتوتي» يقضي جل يومه بين أسرته ومن أجلهم، لم يتخل عن حبه للرياضة منذ أن كان بطلا في سباق الدراجات على مستوى المدينةالمنورة إلى أن أصبح قياديا في إمارتي المدنية المنورةوعسير، فهو يبدأ يومه بالرياضة وينهيه بها. «عكاظ» قضت يوما مع وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم سالم الحنيني، والذي استهله باستقبال المواطنين والسماع لشكاواهم وملاحظاتهم. وصل المهندس عبدالكريم الحنيني في العاشرة صباحا إلى مقر الإمارة حاملا معه حقيبته الصغيرة، وحرص على إنهاء معاملات المواطنين والعمل على تحقيق حلم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، المبني على توفير كافة الاحتياجات والخدمات لمواطني المنطقة، والنظر عن قرب في همومهم، وعند هذه الجزئية توقف قليلا حيث قال: «أمير المنطقة بث روح الفريق الواحد بين جميع الزملاء، فهو يعمل على أساس الثقة المتبادلة، والتعامل بأريحية مطلقة، معتمدا في الوقت ذاته على مبدأ تحفيز المميز ومعاقبة المقصر». الوقت الذي قضاه الوكيل في النظر في ملفات المواطنين والسماع لشكاواهم جعلنا نظن أن يوم الحنيني وأولوياته العملية ترتكز على ذلك، فقد كان مكتبه يعج بالمراجعين، ورغم هذا كان يقف أمام كل ملاحظة ويرفع بها لمديري العموم لدراستها والبت فيها. «عادة ما أبدأ يومي باستقبال الزملاء ومديري العموم، لأتفرغ للنظر في شكاوى المواطنين والسماع لهم، فهم الهم الذي يشغلنا، بعدها تصدر التوجيهات اللازمة حيال ذلك، ويتخلل اليوم الكثير من الاجتماعات مع الوكلاء والمساعدين لمرجعة الإيجابيات والوقوف على السلبيات لتلافيها». أما عن علاقته بزملائه فلم تؤثر عليها الرسميات فهو والد وأخ وصديق، بنيت على ثقة متبادلة وزاد في ترسيخها المفاهيم الإدارية لأمير المنطقة والتي ساهمت في خلق جو أسري في الإمارة، «كعلاقتي بأبنائي هي علاقتي بالموظفين، بعيدة عن الطابع الرسمي، فأنا مؤمن بمبدأ الإدراة بالمحبة، كما أنا مؤمن بأنك تأخذ كل ما لدى الموظف بالتحفيز وليس بالإكراه، لا تنسى أني أب ل 13 ابنا وبنتا، وجد ل 15 حفيدا، فلا بد أن أتعامل كمربٍ». وأضاف: «أعشق البقاء في المنزل فأنا (بيتوتي)، حيث أقضي جل يومي بين أفراد أسرتي»، فسعادته كما يقول بأنها تكتمل عند قضاء وقته بين أسرته، يتجاذب أطراف الحديث معهم، ويستمع لشؤونهم، كما يعتمد في تربيته لهم على مبدأ حرية التعبير والتوجيه الهادئ، ورغم إنشغاله الدائم إلا أنه يحرص على متابعة تحصيلهم الدراسي أولا بأول، واستذكار الدروس معهم، ومساعدتهم في تجاوز أية صعوبات قد تعترضهم. أما الرياضة فلم تكن بعيدة عن يوميات الحنيني، فقد أخذت حيزا كبيرا في حياته، حيث يبدأ يومه بممارسة رياضة خفيفة، ويخصص أياما لهواياته الرياضية الأخرى، محبا للعبة كرة التنس والسباحة والشطرنج، واستطاع أن ينمي في أبنائه هواياته ويزرعها. «دائما ما أمارس الرياضة مع أبنائي في الصالة الرياضة المخصصة لذلك ومنها التنس، والبلياردو، وألعاب لياقية أخرى، حيث أجد نفسي في تلك الصالة المكتملة، وما لا يعرفه أحد أني حصلت على بطولة في سباق الدراجات على مستوى منطقة المدينةالمنورة وشاركت في عدد من البطولات والمسابقات الرياضية، وأول بطولة حققتها كانت على مستوى المدارس عام 1398 1399ه من خلال متوسطة الأمام علي بن أبي طالب». تلك البطولات أعادت بالحنيني إلى ذكريات الماضي وكأنها فتحت صفحة من صفحات ذاكرته الممتلئة، فتذكر زملاء الدراسة وخاصة زملاء المرحلة الجامعية، فكثير منهم في مناصب قيادية وأولهم وكيل وزارة النقل عبدالله المقبل، ومحمد بنتن رئيس البريد، كما جالت في ذاكرته روحانية المدينة، ومسجد الرسول، وأيام الصبا التي عاشها في جنبات مدينة الرسول عليه السلام.