«الكشافون هم رسل الخير والحب والسلام إلى كل العالم، إنني أتضرع إلى الله أن يعين الكشافين على المساهمة بقوة في خدمة البشرية والإنسانية وتوحيد الكلمة بين شعوب العالم، ستظل الإنسانية باقية طالما يحب الإنسان أخاه، وأعتقد أنكم أظهرتم هذا الأثر في عقول 28 مليون شاب إن شاء الله، أتمنى لكم حظا سعيدا ومزيدا من النجاح في مهمتكم النبيلة التي تستهدف خير البشرية». إنها كلمات أكثر من مؤثرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي عبر بكلمات بليغة عن مهمة شباب رسل السلام إلى العالم.. لتكون هذه الكلمات النهج والطريق الذي يسلكه هؤلاء الشباب في الكشافة السعودية، ولعل الخطوط العريضة التي حددها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمهمة شباب رسل السلام، أسمى وأفضل ما يمكن أن يقدمه شباب المملكة عبر الكشافة، إنها دعوة صادقة من ملك يؤمن بالحوار والإيمان بالآخر والاعتراف به إنسانا، هذه هي مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أول من أرسى مفهوم الحوار بين أتباع الأديان في مؤتمر تاريخي في نيويورك. صحيح أن العالم في مرحلة العولمة بات أكثر قربا فيما بينه، وأكثر حميمية في عصر الثورة التكنولوجية، إلا أننا مازلنا نحتاج إلى تعميق مفهوم التواصل الإنساني، وترسيخ رسالة أممية تدافع عن الإنسان من أي لون كان، أسود أم أبيض، وإلى أي أرض ينتمي شمالا أم جنوبا، شرقا أو غربا.. إننا الآن أحوج ما نكون إلى رسل سلام .. يعكسون وجها جميلا للعالم، يحملون أسمى القيم، قيم الخير والسلام والعدالة والوسطية والتعايش السلمي. نعم؛ إن عالما تتصارع فيه قوى الخير، وقوى الشر يحتاج إلى هذا النوع من القيم، يحتاج إلى رسل تحمل الصدق والخير، أينما حطت وإلى أي مكان رحلت، للحفاظ على هذه المعمورة التي جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان فيها خليفة «إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، بهذه المفاهيم يمكن أن نغزو العالم «إنسانيا» ليعم الخير والسلام هذه المعمورة.. رسالة كونية إلى العالم هذه المفاهيم والمفردات وجدت في الأمير فيصل بن عبدالله ، وزير التربية والتعليم ورئيس جمعية الكشافة السعودية، طريقا نموذجيا يحمل أفكارا تصلح أن تكون رسالة كونية إلى كل العالم.. وبالطبع فإن دعوة عالمية إنسانية كهذه، لا بد أن تجد نفسها في أشخاص يؤمنون بها أولا، ويحسنون تقديمها إلى العالم. وفي سبتمبر المقبل يطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك السويد مبادرة جديدة تجمع وتربط بين عمل الكشافة، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، إذ نشهد ولادة «رسل السلام» من على أرض الجامعة بمشاركة 2000 كشاف من داخل المملكة و1500 كشاف من الخارج ممثلين لأكثر من 80 دولة. إن شخصية من نوع الأمير فيصل بن عبدالله بكل ما تحمل هذه الشخصية من صدقية وأهمية ثقافية وإبداعية وجاذبية، فضلا عن كونها تؤمن بالآخر والحوار الحضاري القائم على احترام ثقافة الآخر، هي خير ممثل للكشافة السعودية عالميا، لما يحمل من إيمان كبير بدعوة خادم الحرمين الشريفين ورؤاه الاستراتيجية إلى عالم أكثر أمنا وسلاما وتفاهما وتسامحا واعتدالا. ومن هذه البوابة «رسل السلام» يمكن أن تقدم المملكة الخير الكثير للعالم، بل كل ما يحتاجه ليعم الخير الإنسانية جمعا. لماذا الأمير فيصل بن عبدالله إن تمثيل الأمير فيصل بن عبدالله رئيسا لجمعية الكشافة السعودية إلى العالم، ما هو إلا حرص على تأدية فكرة السلام بأرقى صورها من رجل كرس جهوده ليكون «سفير السلام» لمملكة السلام . الأمير فيصل الذي يرى أن( «رسل السلام» هي رسالة الإسلام، بل هي رسالة جميع الأديان؛ ولغة السلام، هي خطاب إنساني سام ونبيل، يؤسس لمفهوم الحوار والتواصل والعطاء ومساعدة الآخر والوقوف مع المحتاج). بهذه الرؤية العميقة يمكن بناء قرية جديدة في عالم يموج بالخوف والعنف وحالة عدم الاستقرار، تسمى «قرية الإنسانية»، ولعل هذه القرية البديل الجدير بالاحترام عن مفهوم العولمة، فإذا كانت العولمة الوسيلة الوحيدة لتقريب وجهات النظر وتقليص الحدود، فإن رسالة رسل السلام هي الدعوة عبر الحوار والاندماج. ولأن الرسالة والمهمة محض إنسانية، فإن الأمير فيصل بن عبدالله رئيس جمعية الكشافة السعودية، هو الوسيلة الناجعة لوصول الرسالة الإنسانية العالمية، ولأن المملكة هي أرض السلام ومملكة الإنسانية فإن دعم خادم الحرمين سيكون الدافع الأكبر لمشروع رسل السلام. الملك صاحب مبادرات الخير ولأن الملك عبدالله بن عبد العزيز، قائد عالمي يحمل رؤية عالمية فإن اختياره للأمير فيصل بن عبدالله، ما هو إلا ثقة بقدراته، وحرصه على إيصال هذه الرسالة النبيلة إلى العالم بأسره، ومن هنا فإن انطلاق فكرة الكشافة ورسل السلام بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كانت محطة مهمة ومفصلية في مضمار المسيرة الإنسانية العالمية. أما الأمير فيصل بن عبدالله، فهو يضطلع بهذا الدور إيمانا بفكرة الملك في خدمة الإنسانية، الذي يرى فيها( الأمير فيصل) «أن العالم أجمع يتأكد على وجاهة رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي تأتي في طليعة الحوار العالمي، وهكذا سيغلب صوت الحوار السلمي نداء الكراهية والعنف على الصعيد العالمي، وبحث عن أناس محل ثقة ليحملوا رسالته النبيلة وينقلونها إلى كافة المجتمعات لنشر رسالة السلام. ووقع اختياره على همة الشباب حول العالم». ومع هذه المسيرة سيكون لكل كشاف دور محوري في إرساء رسائل الحب والسلام، وتكريس مفاهيم الوسطية والتعايش السلمي في هذا العالم المتقلب الذي يموج بالمتغيرات.