يعد «مشروع رسل السلام» من أهم المشروعات التي أطلقها ودعمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- لشباب المملكة لجعلهم قادرين على الاندماج بنظرائهم في العالم من خلال نشر ثقافة الحوار، وجعل جهودهم في مجال السلام أكثر فاعلية وإيجابية وقدرة على توصيل رسالة الحوار إلى أوسع قاعدة مجتمعية على مستوى العالم. فكرة المشروع في البداية، أكد "د.عبدالله الفهد" -نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية- على أن الجمعية هي الجهة المنوط بها تنفيذ "مشروع رسل السلام"، وذلك من خلال جميع فعالياتها وبرامجها لتحقيق رؤية وأهداف ورسالة المشروع، مشيراً إلى أن الهدف من الحركة الكشفية هو المساهمة في تنمية الشباب للاستفادة من قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية، كمواطنين صالحين مسؤولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية، بهدف توجية شباب كشافي العالم الذين يبلغ عددهم 28 مليون كشاف للعمل في مجتمعاتهم من خلال التربية السلمية، والتعليم المسالم، ومنع التعارض، والتنافر بين الجماعات المتداخلة، وبناء الجسور بين الثقافات المتعددة في المناطق التي لا يوجد فيها الكفاية من الدعم المالي أو البشري، وذلك للمساهمة الفاعلة في السلام العالمي. شباب الكشافة أثناء زيارة ألمانيا فكرة الملك عبدالله وجاءت فكرة المشروع عقب كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في عام 2001م، حيث وصف فيها كشافة العالم أنهم "رسل السلام"، وفي عام 2003م تم إنشاء المرحلة الأولى من البرنامج العالمي برعاية ملك السويد جوستاف كارل السادس عشر، واشتمل تطبيقه في المناطق المضطربة من العالم مثل "فلسطين" و"البوسنة".. وغيرها، إذ تتمثل فكرة المشروع في أن أفراد الكشافة العالمية -(28) مليون كشاف أكثر من ثلثهم مسلمون- يقدمون أنفسهم للمجتمعات بشكل مجموعات بعبارات شعبية وكشفية لها قدرة على الوصول إلى تحقيق أهدافها بعيداً عن الحدود العرقية والثقافية. دعم ملكي وحظي الشباب من أبناء "رسل السلام" بكلمات مؤثرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، عندما خاطبهم بكلمات بليغة حول مهمة شباب رسل السلام إلى العالم.. لتكون هذه الكلمات النهج والطريق الذي يسلكه هؤلاء الشباب حيث قال: "الكشافون هم رسل الخير والحب والسلام إلى كل العالم، إنني أتضرع إلى الله أن يعين الكشافين على المساهمة بقوة في خدمة البشرية والإنسانية وتوحيد الكلمة بين شعوب العالم، ستظل الإنسانية باقية طالما يحب الإنسان أخاه، وأعتقد أنكم أظهرتم هذا الأثر في عقول 28 مليون شاب -إن شاء الله-، أتمنى لكم حظاً سعيداً ومزيداً من النجاح في مهمتكم النبيلة التي تستهدف خير البشرية". وفي مناسبة سبقتها ذكر خلالها خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله -حفظه الله- لعدد من شباب الكشافة في إحدى المناسبات أن ديننا الإسلامي يحث على الالتزام بالأخلاق الحميدة لأنه دين محبة وإخلاص ووفاء وأخلاق، مشدداً على أن للكشافة دوراً عظيماً لرسالتها السامية من خلال الخدمات والجهود التي تقدمها للإنسانية، مؤكداً على أن المملكة كانت ولا تزال تهتم وتدعم المجال والحركة الكشفية في كل النواحي، مشيداً بشباب الكشافة من أبناء الوطن كونهم مثالاً للالتزام بأخلاق الكشافة النبيلة ومثلها بالشرف الكشفي. الأمير فيصل بن عبدالله مشيداً برسل السلام تبرع وترحيب وأكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود -رئيس جمعية الكشافة- على أن "مشروع رسل السلام" قد حظي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له بتبرعه -حفظه الله- بمبلغ 37 مليون دولار؛ لأنه يرى أن السلام هو الغاية والحوار هو الوسيلة، ورسل السلام هم حملة هذه الرسالة السامية والأمل في تحقيق هذا المفهوم الإنساني العظيم في عالم أحوج ما يكون الآن إلى الإيمان بتبني مثل هذه القيم الإسلامية وتحقيق الأهداف السامية والبناء والعطاء. كما لقي "مشروع رسل السلام" ترحيباً عالمياً، حيث رحبت به "اللجنة الكشفية العالمية"، و"المؤتمر الكشفي العالمي"، إلى جانب إطلاق هذا البرنامج بشكل رسمي واستجاب ملايين الكشافة لهذه الدعوة في غضون 5 سنوات، حيث بلغ عدد الكشافين المشاركين في هذا البرنامج أكثر من (110 ملايين) كشاف في (110) دولة، إضافة إلى اعتبار المشروع أكثر المشروعات تميزاً ونجاحاً على مستوى العالم مقارنة بالمبادرات السابقة من جانب الحركة الكشفية العالمية في هذا الشأن. رسل سلام وأشار "محمد أبو بكر" -مدير إدارة النشاط الكشفي في وزارة التربية والتعليم- إلى أن خادم الحرمين الشريفين قد استطاع من خلال شباب "رسل السلام" توجيه رسالة إلى العالم أجمع أن المملكة بلد سلام من خلال رسالة سامية وخالدة، تسهم بكل ما يدعم الإنسانية ويحافظ على مكوناتها، بواسطة كشافين فاعلين بمقدورهم تغيير هذا العالم إلى ما هو أفضل. تجسيد ثقافة وأوضح "مبارك الدوسري" -قائد كشفي- أن رسل السلام لهم دور كبير في نقل دور المملكة البارز في العالم الإسلامي بصفتها راعية الحرمين الشريفين، إلى جانب التعريف بجهودها التي تجسد ثقافتها وحضارتها الإسلامية، كما أنهم يحملون على عواتقهم تقديم رسائل السلام إلى ما يقرب من 200 مليون إنسان على الأقل في جميع أنحاء العالم. مشاركات خارجية وبيّن "د.مقرن إبراهيم المقرن" -مدير عام الأكاديمية السعودية في بون بجمهورية ألمانيا- أن المشروع يتطلب أن يتم دعمه خارجيا؛ ليحقق أهدافه بعد التفكير بنشره من خلال المدارس السعودية بالخارج، مؤكداً على أن طلاب الأكاديمية تولدت لديهم قناعتهم بأهداف مشروع رسل السلام، الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين مما جعل الأكاديمية تنشئ وحدة كشفية يكون دورها التربوي وسيلة لإعداد الشباب إعداداً سليماً انطلاقاً من توجهات الملك عبدالله لإعداد الشباب السعودي للحياة، وتدريبهم كي يتحملوا تبعات مستقبلهم، وجعلهم رسل سلام. وأضاف: "لقينا حماساً منقطع النظير عندما تم تكوين الوحدة الكشفية بالأكاديمية التي سينطلق من خلالها دعم مشروع رسل السلام، كما أن جميع أعضاء الوحدة سيكونون أعضاء في مشروع رسل السلام، وخير رسل له في ألمانيا، كما سوف نستقطب أعداداً من الكشافة للالتحاق بالمشروع والتسجيل فيه. د.عبدالله الفهد شباب المملكة مع نظرائهم في الخارج أثناء مشاركات خارجية الوفد الكشفي أثناء زيارة سري لانكا