كثير منا تصله رسائل دينية تدعو لذكر الله جلّ في علاه والصلاة على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن في نفس الوقت نجدها مغلفه بغلاف التهديد والتخويف عند اهمال قرائتها وارسالها ..!, فمثلاً :, ان لم ترسلها ستخسر عملك وتجارتك أو ستموت أو قد تفقد عائلتك .., أو حتى محاولة الايحاء بأنه سيكون في ارسالها لعدد معين جلب للحظ وأن هناك من أرسلها وحصل على ملايين الريالات أو رزقه الله بإبن أو كسب تجارته أو حصل على ترقيه في مجال عمله ..!, والكثير .. الكثير, ما رأيكم في مثل هذه الرسائل ؟؟, ربما يقصد بها صاحبها الخير ونشر اكبر عدد من الرسائل و لكن هل يكون نشر الخير بهذه الطرق ؟؟, وهل وصل الجهل في البعض للتصديق ونشرها خوفاً من ما سيقع لو لم يرسلها ؟؟, قد لا يكون جهلاً بقدر ما هو خوف من ما تحمله تلك الرساله من تهويل, وبقدر ما هو رغبه في الأجر والمثوبه وطلب ما عند الله, فبالرغم من أن هناك من يرفض ذلك التهديد ولا يستوعبه, وبالرغم من أن هناك من يعلم تماماً بأنه لا توجد أحاديث تُثبت صحة ما تتداوله تلك الرسائل الا انهم يعاودون الارسال, .., أنا لا أستغرب استجابة البعض ونشره لمثل هذه الرسائل لأن مثل هذا النوع نجده يُخاطب القلب قبل العقل لذا هناك من الناس من قد يدفعه الخوف أو حتى الرغبه في الأجر فيعاود الارسال .., ولكن ما الذي يمنع من التثبت في الأمر ..!, أو حتى التجاهل أو آخذ المفيد منها ومسح ما ذُيلت به من عبارات واعادة الارسال بعد التعديل طبعاً والتأكد من صحة المحتوى, وبذلك ننشر الدين الصحيح بعيداً عن مثل هذه الأساليب التي قد يكون هدفها نشر الأكاذيب والأحاديث المُلفقه الموضوعه لغرض في نفس يعقوب .., نعم .. قد تكون رسائل دافعها الخير ، أنا لا أنكر ذلك ولكن للأسف اغلبها احاديث ضعيفه أو موضوعه, وقد تنشر بدع فيحدث عكس ما نريده, لذلك وُجِب التأكد والتثبت من صحة هذه الأحاديث قبل اعادة ارسالها, كذلك هناك من الرسائل ما قد تبدأ بإستحلاف المُرسَل اليه والزامه بقراءة الرساله وارسالها, وهذا لا يجوز أصلاً لما فيه من الزام الناس بما لم يلزمهم به الله عز وجل ورسوله عليه افضل الصلاة والسلام, ومن هنا جاء النهي عن النذر كما نعلم, فالدعوه والمناصحه لا تأتي بالمخادعه, بل تأتي بالحكمه والموعظه الحسنه, ،, أخيراً, علاقتنا بالدين لا تتطلب تهديداً و وعيداً, فنحن نتبع ديننا لأننا نحبه وليس لأننا نخشاه .