إلى من يظن ان مناهج التعليم هي سبب التغير في فكر الشباب وانحرافهم. يا قومي اشياء تغيرت ليست المناهج وحدها اتفق معكم ان لها دور في التغير ولكن لا نرمي باللوم على غيرنا فهناك تغيرات كثيرة في حياتنا: منها مسؤولية الاب و طموحاته التي تنحصر في تربيته على الانانية و عدم استماع نصائح الاخرين وأنت ليس بحاجة إلى احد و انشغاله بتوفير كل ما يحتاجه ابنائه من الاشياء الاساسية من مطالب الحياة إلى وسائل الرفاهية التي اصبحت في نظر البعض من اولويات الحياة و مواعيد زملائه في الاستراحات ولا يوجد في جدوله ولو ساعة كل يومين او ثلاثة للجلوس مع ابنائه و مناقشة مشاكلهم او التعرف عليها او معرفة ماذا يفكرون فيه والأم ليست منه ببعيد حيث حُملت مسؤولية غيرها و مشغولة بأشياء كثيرة لمتابعتها مثل متابعة الشغالة وتدابير المنزل و وسائل الاتصال الاجتماعي من الواتساب وغيره و الاستراحات و التحضير للمناسبات التي لا تنقطع طوال العام وكيف يكون ظهورها امام القريب و البعيد وكذلك مخطط البيوت حيث لا تساعد على اجتماع العائلة فكل طفل له غرفة أو جناح مستقل وكل غرفة من البيت لا تخلو من تلفزيون مع قنوات مفتوحة وكل واحد من افراد الاسرة له قنوات مفضلة مختلفة عن غيره لا يحب أن يشاركه او يعارضه احد وله كمبيوتر لا يحق لأحد الدخول عليه ومعرفة محتواه و العاب خاصة به اضف إلى وجود وسائل الاتصال الاجتماعي في ايدي الابناء في سن مبكرة وهو لا يدرك خطرها وما مدى تغير سلوكه وكذلك ارتباطه بمجموعة ممن هم في عمره وتشكيل اسرة معهم اكثر من اخوته يشاركونه الهموم ويحلون مشاكل وهم لا يدركون طبيعة شخصيته وعن امكانية اسرته وما هي قدراته فيكون اتجاهه غير محسوب وليس مخطط له وأيضاً المرض الذي لا يستطيع المجتمع مقاومته وهو التقليد، وأن ليس احد بأفضل من احد و هناك اسباب كثيرة لا استطيع حصرها وان في مجملها ولد او بنت ذات استقلالية و لا احد يستطيع التأثير عليه وان خبرته في الحياة مع حداثة سنه تعادل خبرة مدرس او مهندس او طبيب او محلل سياسي او عسكري حسب الموضوع الذي يناقشه مع زملائه الذين لا يعارضون ما يقول وإنما يظهرون له كل احترام وتقدير وان رائيه هو عين الصواب لكي يكسبوه و لا يخسروه فأرجو ان نقف مع انفسنا وان نهتم بعيوبها وان نصلحها ثم نراقب ابنائنا و بناتنا وان نجلس معهم ونناقشهم ونعطيهم المجال لكي يعبروا عن انفسهم ونعرف ما يفكرون فيه وصدقوني لو جلس كل رب أسرة مع اطفاله كل يوم او يومين ساعة و مع زوجته واهتم بتربية الولد لكي يصبح رجل يعتمد على نفسه وأب يتحمل مسؤولية الاسرة و البنت لكي تكون امرأة يعتمد عليها لكي تصبح أماً و مربية تكوين اسرة صالحة وان ليس من التربية الاغداق بالمال او الانفاق بالبذخ عليهم فيتربون لا يعرفون قيمة المال ولا طريقة الانفاق فتجد بعضهم يتدين من اول يوم في الشهر ويقتنع ان الرواتب و المميزات لا تكفي لحياة كريمة.