موتوا ... قاعدين (متقاعدين) اصحاب السعادة ليس عندي فرق بين الجملتين وان كانت الاولى تفسر الثانية خاصة اذا وجهتها الى اصحاب السعادة الذين قضوا ما يقارب ثلث قرن فلا فادوا ولا استفادوا .. ترقى سعادته وحصل على مرتبة عالية واستمر في منصبة سنين طويلة ينجز في عمله ,هذا صحيح وينتظر الراتب نهاية كل شهر وهذا ايضا صحيح وبعد مرور هذه السنين واذا به يغادر المقر الذي شغله سعادته فترة من الزمن ,!! ويعود الى قيمته الطبيعية بعد ان عاش بقيمة مزيفة مؤقته . تقاعد صاحبنا وعاد يتعاقد ,, ليقضي باقي حياته في المكان نفسه وبعيدا عن الاقارب واهل مدينته لانه لا يستطيع العيش بينهم وليس له ( وجه ) ان يقابلهم لانه كان فوق الكرسي يوما ما واذا به يتلقى اوامر وتعليمات ممن كان يأمرهم !! عجبا . ولي مع بعض اصحاب السعادة ذكريات لا ادري ماذا اسميها !! فاذكر من معروف بعضهم اني قبل ما يقارب عقد ونصف من الزمن اتصلت في احدهم عن طريق شقيق له – طالبا شفاعته لي لمواصلة دراستي العليا في الجامعة التي يعمل فيها وكانت الشروط مناسبة لقبولي لكن الواسطة في ذلك الوقت كانت مطلوبة لان القبول كان لأعداد قليلة جدا وتدخل فيها المحسوبيات , فاتصلت بصاحب سعادتنا وشرحت له الوضع بالتفصيل ,فما كان منه الا ان ارشدني مشكورا الى مكان التسجيل وطلب مني التواصل معه في وقت لاحق ,عندها علمت بان المستقبل واعد مع هذه البداية الجميلة فقد كلف نفسه ودلني الى المكان المناسب – جزاه الله خيرا – . وكانت تلك المكالمة هي الاولى والاخيرة فقد اتصلت به اكثر من مرة ولم يجب . مثال آخر لصاحب سعادة آخر: في السنين الماضية قامت مجموعة من شبابنا بعمل جبار معروف لديكم ايها القراء وعندما ارادوا ان يقيموا حفلا مناسبا وجهوا الدعوة لصاحب السعادة لحضوره فطلب منهم التنسيق مع مدير مكتبه للتاكد من المواعيد فقام الشباب بالتواصل مع مديره الذي افاد بعدم وجود ارتباط في ذلك اليوم الا ان صاحب السعادة بعد ذلك ابدى اعتذاره والسبب (انه مسؤول وحضوره لهذه المناسبة يعتبر عنصرية وانه محسوب عليه هذا العمل فيما لوحضر ) انتهت مسرحية سعادته واقام الشباب ذلك الحفل الجميل الذي تم نقله لاحقا في التلفاز. هذان مثالان لصاحبي سعادة ما زالا ينتظران الرحيل لينضما الى الموتو قاعدين وننساهم كما نسينا من قبلهم . اجعل لك بصمة في حياتك .