"ماذا تريد المرأة من الرجل؟".. سؤال مات "فرويد" وهو يحاول الإجابة عنه، ويكمن حل لغزه في تشكيلة واسعة من الصفات، تشمل أساسيات الشخصية، مثال: المال، والوظيفة المرموقة، والعائلة الكبيرة، تدعمها مشاعر القلب، كاللطف، والحنان، والثقة، وما إلى ذلك، ولا مانع طبعاً من بعض الصفات الشكلية، وعلى رأسها الوسامة، والابتسامة الساحرة، وحبذا لو غلّف كل هذا بأناقة، واهتمام بالتفاصيل!. شخص راكز وكشفت "نسرين عبد الله" -موظفة شابة- أنّ لها تجربة زواج قصيرة، انتهت بالطلاق، ولا تزال في انتظار قصة جديدة تدوم وتحقق فيها وبها ما افتقدته في تجربتها الأولى، مبيّنةً أنّها يعجبها الرجل الراكز، ذو المنطق المرتب، الذي إن تحدث أخذ بمجامع القلوب، واستفز العقول، ولا يملك من يسمعه إلاّ أن يصدقه، ويعجب بأسلوبه ومنطقه، موضحةً أنّ المال مهم، لكنه هامشي، فاذا امتلك الرجل منه الحد الذي يعينه على فتح بيت والإنفاق عليه في حدود المعقول فهو كاف. رجل بحبوح وأوضحت "سمر محمد" -موظفة- أنّه لها أكثر من تجربة زواج، وقد غادرت سن الشباب وقاربت الخمسين، مضيفةً: "تزوجت ثلاث مرات، وأستطيع أن اقول من واقع تجربة أنّ أهم صفة يجب أن تهتم بها المقبلة على الزواج هي البحبوحة في العيش، فمن تنطبق عليه هذه الصفة رجل قادر على إسعاد أهل بيته جداً، يضحك من قلبه، ويضحك من معه، وحين يغضب يسهل ارضاؤه، وحين يملك لا يبخل، وحين ينقص ماله لا يتذمر، يأخذ أمور حياته ببساطة، وحين يعني له أن يفعل أمراً يفعله، يمكنه أن يخرج بك بعد منتصف الليل، أو يسافر معكِ إلى مكان جديد، لا يعنيه إذا لم تحضري طعاماً، فالمطاعم كثيرة، ومكالمة تحل المشكلة، لكن المشكلة أين تجدي مثل هذا الرجل؟، وكيف؟، نحن نضع المواصفات ونتمنى، وننتظر، لكن الذين يدقون أبوابنا فعلياً لا يملكون غالباً ما نريده منهم، ونضطر لقبول مالا نريد، وهذا برأيي سبب ارتفاع نسب الطلاق والفشل السريع في كثير من الحيوات الزوجية". سن الزوج لم يعد مهماً بقدر «فلوسه» ناضج وحكيم ولفتت "ريم علي" -شابة لم يسبق لها الزواج- إلى أنّها تعمل في المجال الاعلامي، وقد وضعت مواصفاتها الخاصة البعيدة كل البعد عن التقليدية، موضحةً أنّها لا يغريها الشاب الذي يقارب سنه سنها، إذ أنّها تحب الرجل الناضج ذا الحضور، صوته جهوري، لكنه هادئ.. رجل يملك حنان والدها وحضوره، أطول منها، كاشفةً أنّه لا يعنيها أن يكون وسيماً، فالشكل آخر اهتماماتها، لكن الحضور أساسي، منوهةً بأنّ المال والعائلة والجمال لا يشكل لها أي نوع من الإغراء. مستقل برأيه وذكرت "غزيل الروقي" -موظفة بالقطاع الصحي- أنّه لم يسبق لها الزواج، مبيّنةً أنّها تحب الرجل الحكيم، المستقل برأيه ولا يتابع أحدا، لا أحد يمكن أن يملي عليه رأيه، والرجل الهادىء الذي يتعامل باحترام حقيقي، لا تكلف فيه معها ومع كل من حوله حتى أصغر فرد في عائلته، الواثق من نفسه وزوجته، الوفي الذي لا يغير مبادئه عند تبدل الأحوال، أو امام أي اغراء، مضيفةً: "المال والعائلة لا يعنوني، صحيح انّ المال مطلوب، لكنه مجرد كماليات يمكن الاكتفاء بالقدر المناسب منها، لكن ينبغي أن لا يكون المعول الاساسي والشرط الأهم، فكم عرفنا ورأينا من أزواج يصبون المال صباً على زوجاتهم، لكنهم بالمقابل خونة، غير أوفياء، غير محترمين، ولا يعرفون للزواج قداسة، ولا لأحاسيس ومشاعر المرأة قيمة". شرط أساسي وقالت "نجلاء عبدالله" - متزوجة تخطت حاجز الخمسين-: "سواء أكان الرجل ذا مال أو كان فقيراً أو متوسط الحال النتيجة واحدة، ستنفق العاملة على نفسها وعلى أولادها، والمشاركة المادية في البيوت لم تعد خياراً للمرأة وفق إرادتها، وحسب مزاجها، لقد أصبح الانفاق اجبارياً طالما أنّها تعمل، ولابد أن تشارك، بل تعد المشاركة شرطاً أساسياً لإتمام الزواج، إذاً على البنات العاقلات أن ينحين جانباً شرط الثراء، ويفكرن في الصفة التي يمكن أن تجعل حياتهن أجمل مع الزوج، وهذا ما يفسر سبب اصرار كل البنات على أنّ المال ليس مهماً، وحتى الشكل، أو العائلة، فهذه الشروط كلها أشياء عفى عليها الزمن". محترم وحنون وأضافت "نجلاء": "من تجربتي الخاصة، كنت متزوجة من رجل ثري، لكنه لم يكن يحترم المرأة، كان يسومني سوء العذاب، بيتي كان جميلاً، ومفروشا بشكل راق، ولكنه كان جميلاً للزائر أما لي فكان يشبه الجحيم، وكنت أنفق على نفسي وعلى أولادي فيما بعد، لم أستفد من ثرائه شيئاً، ولم يكن الرجل يحترمني، ولا يحترم أحداً من أفراد أسرتي، واضطررت حين كنت في عصمته لمقاطعة أهلي، حرصاً على حياتي الزوجية، لكن شيئاً من هذا لم يفد، وحين انفصلت عنه كانت سعادتي لا توصف، غادرت قفصه الذهبي إلى غير رجعة، بعيداً عنه وكل ما يملك". الرحمة والكرم وأكّدت "أم عبدالعزيز الحامد" -إدارية في منصب قيادي- على أنّ أهم صفات تحب أن يتحلى بها الرجل هي الرحمة، والكرم، مضيفةً: "الحنان، وإبداء التعاطف، والرحمة، والكرم، هي أبرز الصفات التي تزين الرجل في نظري، بعد ذلك لا يعنيني ماله، أو منصبه، أو عائلته، أو وسامته، انتهى الزمن الذي كانت فيه المرأة تنتظر عطايا الرجل".