تنتشِر في المُجتمَعات البشَريَّة كثيرٌ من الظَّواهر القديمة, و تُعتبَر ظاهرة العنف بتعَدُّد مسمَّياته، واختلَاف أنواعه و صُوَره, من الظواهر التي ارتَبطَتْ ارتِباطًا وثِيقًا مُنذ وُجِد الإنسان, و من هذه الأنواع: ظاهرة العُنف الأسرى التي تُعَدُّ من الظواهر الاجتماعية الخطيرة,والتي غالبًا ما تَظهَر نتائجها السيئة على المدَى البعيد, فتُحدِث شرْخًا عجيبًا بين الأفراد و الأسَر, فينعكِس ذلك الأثَر على المُجتمع. فالأسْرة جزْأٌ لا يتجزَّأ من المجتمع, و هي ظاهرة ٌاجتماعيةٌ. وإن كانت تبدو بسيطةً في بدايتها إلا أن خُطورتها و عواقبها الوخِيمة تظهَر على الفَرْد و الأسْرة والمجتمع، وذلك بعد تعاقُب الأيام , و تتَابٌع الشّهُور و الأعوام , حيث يَنتج عنها الكبْت و العُقَد والاضطرابات النفسية لدَى الأفراد , فتكُون الشَّخصِية مريضةً , ممَّا يؤَدي إلى ظهور خلَلٍ في القيَم، واضطِرابٍ في العلاقات والسُّلوك والشخصية, و يُؤَدِّي إلى الاعتداء على الآخرين, و انتشار العداوة , و تفكُّك الرَّوابط الأسرية. و يَنجُم عنها مساوئ حيثُ. يُرافِق الأبناء رُفقاء السّوء, للتنفيس عن همُومهم و آلامهم فيَجرِفونهم إلى الطّرُق المشبُوهة و الملتَوِية، ويُوقِعونهم في المخدِّرات, فيكون مصيرهم ما بين قُضبان السُّجون لا قدَّر الله و يُعتبَر العُنف الأسري مسألة ًاجتماعيةً تربويةً. أشغلَتْ الآباء والأمَّهات. وانبرَى لها الكثير من ذوِي التربية والاختصاص. ودوَّنوا في التربية وأساليبها الكثير من الكتب القيِّمة التي تحمل بين صفحاتها كثيرًا من النصائح و التوجيهات النافعة,و قد يكُون لانتشارها أسبابُ كثيرةٌ مثل: ضعْف الوازع الدِّينيّ و الجهل و وُجود الضُّغوط النفسية في الحيَاة, و كَثرَة المشاكل, وزِيادة الأعباء والتكاليف الأسرية أو الاقتصاديَّة أو الاجتماعية وغيرها، أو الإِهمال التربَوِي من قِبَل الوالدَين , ونهْج أسلوب الحزْم والشِّدة , أو التساهل والإِفراط أو التَّهكّم و السُّخرِية. بعيدًا عن الاعتدال والوسَطيَّة. لذلك ينبغي تضافُر الجهود من رجالات المجتمع المُخلصِين , و إِيجاد الدَّواء قبل أن يَستفحِل الداء , و الحِرْص على توعية المجتمع من المشاكل الاجتماعية عامَّة, و تحذيرهم من العنف الأسري و التعامُل تعامُلًا جيِّدًا، عن طريق تكثيف البرامج التربوية واستخدام الأساليب الناجِعة ما بين الوعْظ والتوجيه والإِرشاد الدِّيني , واستضافة ذوِي الاختصاص من رجالات التربيَة والتعليم في برامج تربويةٍ تقدِّم الحُلول النفسية الهادفة، والتوجيهات القيِّمة للأفراد والأسَر، والحِرص على توعية المجتمع وتثقيفهم في أسَاليب التربيَة مع الأبناء و غَيرهم ، حتى يستطيعُوا مُواجهة المشاكل والأزَمات، فينشَأ الأفراد صالحِين، فيعُود الصلاح والنفع والخير للمجتمع. أ / عبد العزيزالسَّلامة/ أوثال