ماذا لو إستطعنا أن نحقق كل مانريده حتى ولو كان ذلك في الأحلام كأن نحلم بما منينا به أنفسنا كثيرا وأن نعيشه بكل تفاصيله ولو لأوقات محدوده ألا يعطينا ذلك نوع من الرضا والنشوه والأرتياح فلماذا نسخر من بعضنا عندما نمني أنفسنا بماهو صعب المنال ونقول في الأحلام أليست الأحلام هي السبيل الوحيد الذي يخرجنا من واقعنا المرير . يقال انه على قدر أهل الشقا تأتي أجمل الأحلام وتأتي على قدر أهل النعمه أبشع الكوابيس فكلما كانت حياتك تعيسه تأكد أنك سوف ترى تلك الأحلام الورديه التي ستأخذك إلى كل الأشياء الجميله التي تحدث بها نفسك في الواقع والعكس صحيح فأهل النعمه يعيشون أجمل واقع ولن تأتيهم إلا تلك الكوابيس التي تهددهم بزوال ماهم عليه من نعمه . وأنا أحمد الله أنني لست منهم فأحلامي كلها ورديه أخآذه إلى أبعد مدى وذلك بقدر ما أنا فيه من شقا وتعب أحمد الله عليمها حمدا كثيرا فقد عوضني عنها بتلك الأوقات الجميله التي أمضيها في منامي مع تلك الأحلام التي تتلألأ بكل ألوان الطيف الرائعه . ومن تلك الأحلام الرائعه أنني رأيت فيما يرى النائم أنني وزير ((قد الدنيا )) لابس بشت ,أفعل ما أريد بلا رقيب أو حسيب أنا وحدي الآمر الناهي وكلمتي هي الأولى والأخيره كل الناس تحت إمرتي أقوم بتوظيف ناس وأفصل أُناس أكثر منهم وأسيّر الأمور بما يتماشى مع مصالحي ولايعجبني العجب ولا الصوم في رجب . وليس للأحلام من حدود فهي تأخذني دائما إلى أبعد مما أتوقع فمع إرتفاع وتيرة ما أجده من تعاسة وبؤس في أيامي ترتفع وتيرة ما أجده من سعاده في أحلامي فهي عملية نسبه وتناسب بين الواقع والأحلام . ففي أحدى الليالي التي لاتُنسى شاء القدر أن أحلم بأنني أمير على إحدى المناطق والحقيقه تقال أنه كان من أجمل الأحلام التي رأيتها في حياتي فقد عشت فيه ليلة سعيده حافله بالزيارات والحفلات والولائم والتنقل بين القصور الفارهه بما فيها من خدم وحشم ويا أرض اهتزي وماعليك قدي لدرجة أنني أستيقضت في الصباح التالي وأنا أحس بالتخمه من كثرة الولائم اللهم لاحسد . أيضاً من جمال الأحلام أنها تواكب كل المتغيرات والأحداث وآخر أحلامي كنت فيه داخل كبسوله من الفولاذ معلقه في منطاد هوائي على إرتفاع حوالي أربعين كيلومتر من سطح الأرض والعالم كل العالم يترقب ويحبس الأنفاس وكأن الحياه توقفت على سطح الأرض في إنتظاري وأنا سأقوم بأعلى وأطول وأسرع قفزه في التاريخ ثم يُفتح باب الكبسوله وما ان بدأت بالوقوف خارجاً في انتظار إشارة القفز حتى رن المنبه لينقذني من ذلك الحلم الذي كاد أن يتحول في نهايته إلى كابوس مريع . المهم أنني سأمضي راضياً بما أنا فيه من واقع وسأنتظر تلك الأحلام التي تأخذني بعيداً عنه سأحلم وسأحلم بما أريد وكيفما أريد ولن يستطيع أحد أن يمنعني من ذلك فكل ما أفعله هو أني أحلم أحلاماً ورديه . الكاتب / سافر آل سافر