يوميًا ككل يوم أجلس بقرب تلك النافذه ويدي لاتحتضن الا كوب القهوة التي برائحتها تترك أثراً في نفسي ..وفي كل مكان حولي .. أحاول أن انسى كل شيء أو أتناسى . لكن للاسف هذا الذي لم استطع تحقيقه .. كيف لي أن انسى ؟ وانا مع نكهة تلك القهوة اتذكره .. اذكر عندما اخبرني مرة انه لايستطيع الاستغناء عني أبداً .. واذكر أيضاً عندما كان يعدني بأنه لن يرحل أبداً ...كنت ابتسم عندما أراه ... وافرح جداً وبعد زواجنا بثلاث اعوام رحل فجأة رحل دون سابق انذار . رحل دون وداعي ...اذكر ذلك اليوم جيداً استيقظت بخوف وكأنني رأيت كابوساً .. وزاد خوفي عندما لم اره في الحجرة ...كان شعوراً غريباً احسست انني لن اراه ثانية ..كنت اريد حينها أن اركض لابحث عنه لكن خشيت ان القدر يخبيء لي شيئاً ما .. كنت اتقدم خطوة واتراجع خطوتين الى ان سمعت صوته وهو يناديني ..هل استيقظتِ ؟ حينها تلاشى كل شيء ..إلا الخوف مازال جزء منه باقياً في اعماقي.. قضينا يومنا بكل فرح وسعادة ... برغم من ان الخوف مازل يسكن في اعماقي ..نظر إلي وقال مابالك اليوم ؟! ابتسمت وقلت لاشيء .. وهذه المرة الاولى التي يسألني فيها، ولا استطيع أن اخبره بما أشعر .. وعندما كرر سؤاله ..ضاعت حروفي وكلماتي .. أحسست برغبه شديدة في البكاء .. شعرت أن القدر سيأخذه مني ...كفكفت دموعي بعيداً عنه ونظراته كانت تلاحقني ... أقترب مني ومسك يديَّ وقال مارأيك ان نقضي ليلة خارج المنزل ؟..أخبرته بأنه لامانع لدي .. والاهم ان أكون بجانبه أين ماكان ..أبتسم ونظر اليّ بتأمل وكأنه يراني لاول مرة . وقال سأنتظرك هنا...لديك نصف ساعة.. لتصبحي جاهزة ...نهضت مسرعة وانا في قمة سعادتي ... اخبرني ايضا بأنه هكذا اجمل ....لم يبق سوى العطر نعم ..يا إلهي اين هو اخبرني بالامس انه يحب ذلك العطر ذا رائحه اللافندر والوردة البيضاء نعم أنه هنا ..وخرجت مسرعة اليه... وعندما رأيته .. لم أنتبه جيدا أمسكت فستاني ذا اللون الأرجواني ودرت حول نفسي وقلت بغرور جميلة أنا .. لكن لم اسمعه يقول ككل مرة .. وبذاك الغرور أنت أجمل ..توقفت وذهلت لذلك السكون الذي طال.. صرخت وقلت أعلم بأنك تمازحني ...هيا قل لي كعادتك أنت أجمل ..لكنه لم يقل شيئا قلت له هيا تفوه بها والا سابكي .. اعلم بأنك تكره دموعي . هيا أن مزاحك قد طال وصمتك ايضا .. ولم يجبني سوى صدى صوتي ...حينها بكيت بحرقة لانه لم يكن مزاحا بل كان حقيقة ..حينها عرفت بأنه أيضا كان يشعر بنفس شعوري الذي لم يفارقني منذ الصباح ..كان يشير الى ساعة ويقول سانتظرك نصف ساعة..ولم يعلم بأنها الدقائق الأخيرة ..نعم قال نصف ساعة و أتيت لكن أين أنت لم اجدك لقد رحلت ؟! أرتديت ماكنت تحب.. وفعلت لك ماتحب .. لتراني ككل مرة بعينك جميلة .. حاولت ان أسبق الوقت .. لكنه سبقني وأخذك مني ومن الدنيا بأسرها..تركتني وأنت دوما كنت تقول لن أفارقك ..تركتني وأنت كنت تقول لاستطيع الاستغناء عنك ... وها انا اليوم بدونك وحيدة لا املك ألا أن أرضى بالقضاء والقدر.. وانا الان لا تحتضن يداي سوى كوب القهوة التي برائحتها تركت اثرا في داخلي ...وقلبي لايحتضن سوى حبك ...وعقلي كل ذكرياتك... لكن أين أنت ؟! عبير الشايع