لماذا نبكي على سلطان!! أن تخرج على قائدالبلاد وتطلب منه الرحيل فهذا امر متوقع نتيجة ظلمه وطغيانه ومحاربته لله ورسوله ,ومن ثم تحتفل بهروبه وهو يرى نفسه ذليلة بعد العزة . أن تحاكم القائد وتسجنه وتحقق معه في قضيا الفساد والقتل واهدار اموال الدولة فهذا من اقوى الدوافع المؤيدة لعملك ,-ولله العزة - عندما ترى هذا القائد ورجالات دولته وحكومته في قفص الاتهام سواسة,بالفعل شيء يشفي الغليل ويسعد النفوس الابية. أن تثور على القائد الفاتح وتطارده وتلقي القبض عليه نتيجة الظلم والكبت ومعاداةالاسلام وأهله ونشر العداوة والطغيان وبعد اربعين سنة عجاف تبتسم لك الدنيا فهذا حق مشروع يشهد لك به البعيد قبل القريب, والنهاية لهذا القائد في مكان ليس بعده عزة ,وهي للاحرار فرحة ملأت الارض ,فيا الله. أن تحشد القوات وتقتل المواطنين وتقصف المآذن وتستعبد الناس فيدعونك بالالوهية والعظمة والربوبة وتستمد المدد من أعداء يسخرون منك - الفرس -لو تمكنوا منك لكنت انت اول ضحاياهم والتاريخ يشهد - ثم تستبد وتطغى وليتك اعتبرت بمن سبقك من الرؤساء لكن الله سبحانه له حكمة فقد تكون نهايتك ان شاء الله قريبة وسيئة يعز الله بعدك الدين واهله فانتظر مصيرك يا اسد !!أسد لا لست أسد بل أنت ... وفي اليمن السعيد ما يدمي الفؤاد وقد قيل في المثل (من عاف وجيه الرجال تمنى قفيّها) فلو قبلت يا صالح في اول الامر بمبادرة الخليج لعشت معززا مكرما في اليمن والخليج وحفظت الدولة وحقنت الدماء لكنك تكبرت فاصلحك الله يا صالح ولك يوم موعود. فهرب ابن علي وسجن مبارك وقتل القذافي والبقية تأتي لبشار باذن الله ففرح اهل تونس واحتفل اهل مصر وسجد الليبيون لله شكرا فلا غرابة لكن ! أن تبكي حزنا وتزداد هما وتحتار فكرا وتقدم التعازي وتتقبلها في وفاة قائد فهذه ليست كمثيلاتها السابقة فأنت في المملكة,فهناك يفرحون ولله يسجدون ان انقذهم من الطغاة والمجرمين اما في المملكة فهم بالفعل يفرحون ولله يسجدون, لكن ,فرحون بما اعد الله لاهل الخير من فضل عنده -ونحسب هذا القائد منهم - وفي المملكة لله يسجدون لكنه دعاء لله بان يرحمه ويسكنه الجنة بفضلة. أن ترى المملكة باكية والرياض ساكنة والابصار شاخصة في كل قناة ناظرة تلقت الخبر بنفوس مؤمنة راضية فهذا يعني أن الراحل له مكانة جليلة وقدر عال رفيع. أن تموت فهذا أمر كتبه الله على الخلق فكل حي له نهاية والله هو الحي الذي لايموت "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ " ان تموت فهذا أمر محتوم وقد مات محمد خير البشر صلى الله عليه وسلم"انك ميت وانهم ميتون" وفجع المسلون واظلم كل شيء في المدينةالمنورة يوم وفاته عليه الصلاة والسلام ,كما جاء عن انس رضي الله عنه. أن يموت سلطان بن عبدالعزيز فهذا أجل مكتوب وقد سبقه الخلفاء والسلاطين والملوك وغيرهم ممن قضى نحبه وسوف يلحق بهم من ينتظر, لكن ... بموت سلطان تتغير أشياء واشياء ,ولن اتكلم عن السياسة ولا الادارة ولاالحكمة فهذه كلها وغيرها الكثير وان كانت صفات تستحق الوقوف عندها والحديث عنها الا أنني أجد أن اتكلم هنا عن اعماله الخيرية وقبل الشروع في هذا الامر فاني اود التنبيه الى ان الاحاطة بكل ما قدم في هذا الشأن يصعب حصرها لكن من باب الذكر بمحاسن الاموات , سلطان من صفاته الحميدة البشاشة والبشر والابتسامة"تبسمك في وجه اخيك صدقة" سلطان لم يكن ليرد احدا اتاه في حاجة خاصة في جانبين مهمين (المرض والاعمال الخيرية والدعوية) سلطان اريد ان أسألك فهل أنت مجيب ؟!!!! سلطان كم مسجدا بنيت سلطان كم يتيما كفلت سلطان كم مسلما اغثت سلطان كم كتابا طبعت سلطان كم ريالا لله انفقت سلطان كم رقبة اعتقت وفككت سلطان كم مريضا داويت سلطان كم جائعا اطعمت سلطان كم عاريا كسوت سلطان لا تقل كم ابتسمت كم اعطيت كم اهديت كم اكرمت كم ... ليت شعري كيف حال اليتامى و الفقراء والمساكين والارامل عندما يصلهم نبأ رحيلك ,كأني ارى الدموع قد خالطتها مشاعر الحزن وعبارات الدعاء فهنيئا لك ياسلطان فكم من دعوة طيبة صعدت الى السماء باذن الله فتقبلها سبحانه ففزت بجنته ان شاء الله سلطان لقد رحلت عن الدنيا لكن ذكرك الطيب باق . يقول شوقي : المشرقان عليك ينتحبان .. قاصيهما في مأتم والداني يتساءلون أبالسلال قضيت .. أم بالقلب أم هل مت بالسرطان الله يشهد أن موتك بالحجا .. والجد والإقدام والعرفان دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثواني فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكر للإنسان عمر ثاني ولقد نظرتك والردى بك محدق .. والداء ملء معالم الجثمان سلطان ليتك ترى ! لقد زاد حبك بعد رحيلك وحزن البلد بعد فراقك ,أحسن الله عزاءنا فيك واسكنك الفردوس الاعلى من الجنة وجزاك الله خيرا عنا وعن الاسلام والمسلمين ونسال الله ان يحفظ لنا هذه البلاد الطيبة وان يديم عزها تحت راية التوحيد ونحن في امن ومان كما نساله ان يوفق حكامنا وعلمائنا لما فيه صلاح البلاد والعباد ,والحمد لله رب العالمين / فهل عرفت لماذا نبكي على سلطان /النداء الاخير