هل العالم الإسلامي في حاجة إلى العلمانية ..؟؟ مما لا يصح أن يختلف فيه اثنان أن العالم الإسلامي ليس بحاجة إلى العلمانية بجميع صورها وأشكالها وذلك لأمور منها : 1_ كمال الدين الإسلامي وقد شهد بذلك أصدق القائلين ورب العالمين فقد قال في كتابه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وقال صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) . 2_ ولأن العلمانية لا تتفق مع الإسلام في شيء . 3_ ولأن العلمانية لا تصل إلى بلد إلا وأنتجت من الشقاء والفوضى في الحكم والأخلاق والقيم وسائر السلوك ما لا يعلمه إلا الله تعالى . 4_ ولقد ثبت فشلها في إسعاد المجتمعات التي ابُتليت بها ، فلماذا يجربها من ليس بحاجه بها ..!!! 5_ ولأن المسلم لا يجوز له الشك في صحة تعاليم الإسلام الحنيف ولا أن يفضل القوانين الوضعية على الشريعة الإسلامية . 6_ ولأن وجودها في أوربا وفي سائر المجتمعات الجاهلية كان له ما يبرره لفساد الحال بخلاف الأوطان الإسلامية التي أشرقت تعاليم الإسلام بها . 7_ ليس في الإسلام حجر على أي شخص أن يتصل بربه مباشرة بلا واسطة إذا الكل عبيد له سبحانه أقربهم إليه اتقاهم له بخلاف ما كانت عليه الكنيسة إذ لا وصول فيها إلى الله تعالى إلا من خلال رجال الدين والرهبان والقساوسة الذين هم نواب عن المسيح عليه السلام . 8_ ليس في الإسلام رجال دين ودنيا أو رجال تشريع وقانون أو رجال طبقات مسخرة وغير ذلك من أوضاع الجاهلية فالناس في الإسلام كلهم على درجة واحدة في الأصل والتكليف لا يتفاضلون إلا بعلمهم وعملهم الصالح فلا مزية بينهم إلا في هذا الميدان وبالتالي فلا يوجد فيه ما يبرر وجود تلك العداوات والعنصريات التي توجد في النظم الجاهلية العنصرية . 9_ الإسلام يحترم العلم ويحث على طلبه بكل الوسائل كما يحترم العلماء ويثني عليهم ( إنما يخشى الله من عبادة العلماء ) وقال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) وميدان العلم في الإسلام فسيح يشمل كل جوانب المعرفة سواء ما يتعلق بالدين ومعرفته أو بالأمور الدنيوية ومعرفتها من طب وزراعة وتجارة وصناعة وغير ذلك بينما في الديانة النصرانية لا علم إلا ما أشار إليه الكتاب المقدس ولا حق إلا ما تفوه به رجال الدين مهما كان الأمر ومن هنا كان العلم عند المسلمين يدعو إلى الإيمان بخلاف ما عند النصارى ورجال العلمانية المحاربين للدين باسم العلم . فلماذا أصبح المندهشون من الحضارة الغربية وهم ينتسبون إلى الإسلام يستحي أحدهم أن يقول أنا متطور ومثقف ومسلم في آن واحد وديني هو الدين الذي دعا إلى العلم وعزز القائمين عليه وأكرمهم غاية الإكرام . وفي كل ما تقدم عظة لكل عاقل إذا يزداد المؤمن إيماناً بدينة وبنبيه صلى الله عليه وسلم ويعرف أهداف العلمانية وما تسعى إليه من حرب الإسلام والمسلمين وسائر السلوك الحسن . فل نفخر جميعاً بأننا مسلمون وأن ديننا الإسلام . ودمتم بخير .. كتبة : فيصل راشد السبيعي .