العداء للإسلام ليس جديدًا، فقد بدأ منذ بزوغ فجر الإسلام وإشراق نوره في سماء مكةالمكرمة، والمعركة بين الحق والباطل مستمرة ونارها مستعرة ،ولن يسلم منها مكان ولا زمان حتى تقوم الساعة، ولقد تنوعت وتعددت مؤامرات أعداء الإسلام، فهم يكيدون ويمكرون في الليل والنهار، ولا عجب أن يعادى الإسلام ويحارب من قبل الكفار فهذا شأنهم ودينهم، فقد أخبرنا بذلك رب العزة والجلال في محكم التنزيل قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). لكن أن يؤتى الإسلام من قبل أهله وأبناء جلدته من المنتسبين إليه فهذا شيء عجاب وأمر يتفطر له القلب ويندى له الجبين فقد أطلت علينا بعض الأقلام التي تحمل في ظاهرها الخير وفي باطنها الشر وظهروا علينا بكتاباتهم المعبرة عما تكنه قلوبهم من البغض لدعاة الصلاح وأهل التقى والإيمان وهم للأسف من بني جلدتنا ويتكلمون لغتنا ويكتبون كلمات ظاهرها طعم العسل وباطنها طعم الصبر يخدعون بها السفهاء والجهلاء من الرجال والنساء ومن في حكمهم، ينشرون الأفكار المضللة بل يستهزؤون بالقرآن والسنة ويسخرون من عباد الرحمن المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعون إلى الضلال والانحلال ويسعون إلى الوقيعة بالعلماء وطلبة العلم بعبارات مستهجنة وكلمات بذيئة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا). هدفهم التنصل من الدين والتحلل من القيم بحجة التطور واللحاق بركب الحضارة الغربية الداعية إلى العلمانية والإباحية (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). يتفيهقون بالعلم والمعرفة والدعوة إلى مواكبة العصر وإن أدى ذلك إلى منافاة ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة، إن شر البلية ما يضحك وإن أخطر انتكاس للإنسان هو انتكاسه بعد معرفته للحق والهدى (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين). فهذا قلم ينكر حقيقة الجن والسحر ويشكك في فائدة قراءة القرآن على المرضى وينكر الأحلام والرؤى وتفاسيرها ويستخدم كثير من الألفاظ القرآنية بين سطور كتاباته من باب السخرية لكي ينعت بالكاتب الساخر، وذاك قلم نصب نفسه نصيرًا للمرأة مدافعًا على حقوقها بل يتجرأ على الفتوى حيث أجاز الاختلاط بين الرجال والنساء ويدعو إلى خروج المرأة إلى العمل بحجة تحريرها وإعطائها حقوقها على حد زعمه (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى). والآخر يدعو إلى الوقوف بحزم أمام كثرة انتشار الكتب الدينية ومزاحمتها للكتب الأدبية والثقافية أو بالأحرى العلمانية ويحذر من أن ذلك سيؤدي بالناس إلى أن يكونوا جميعهم علماء ومشايخ وهذه إشارة واضحة إلى امتعاضه من كثرة طلبة العلم المهتدين بهدي الله ورسوله (من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له). والأخير وليس الآخر يؤكد أن الناس ليسوا بحاجة إلى دعوة وتوعية في دينهم بل هم بحاجة إلى اللحاق بركب أهل الحداثة والعلمانية والأفكار الغربية وهكذا دواليك من تلك الأقلام التي حادت عن الجادة (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون). لقد نسي هؤلاء أن ما يكتبونه يعد محاربة لله ورسوله ومعاداة للإسلام والمسلمين ولكنهم لن يضروا إلا أنفسهم (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). إن محاولات هؤلاء المساكين مصيرها إلى الفشل وسيخيب الله آمالهم بعزته وقدرته بل سيفضحهم الله (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). إن حالهم أشبه بالذي ينقش على الماء أو من يضرب الصخرة برأسه أملًا في كسرها والعجيب أنهم يدّعون بأن هدفهم المصلحة العامة والتقدم والتطور لبلادهم وشعوبهم وهم في الواقع مفسدون. لا شك أننا نعيش في زمان ضعف فيه الإيمان وانتصر فيه الهوى وتعلقت فيه قلوب الناس بالدنيا وآثروها على الآخرة وخبأت نار الغيرة على الدين وقل فيه العلم والعلماء وتفشى فيه الجهل والجهلاء وكثر فيه أهل النفاق والفساد حتى أصبح شياطين الإنس أشد مكرًا وكيدًا من شياطين الجن غايتهم إفساد الناس وإخراجهم من دينهم فالحذر الحذر من هؤلاء. وفي الختام: أُذكِّر أصحاب تلك الأقلام بأنهم على خطر عظيم لأن ما يكتبونه محادة لله ورسوله وطعن في الدين لذا أنصحهم بأن يُسخِّروا أقلامهم في أبواب الخير لأن الله جل جلاله يُمهل ولا يُهمل.. قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). حمود محمد الشميمري - جدة