زرع والد الكاتبة والأديبة نورة بنت سعد الأحمري بذرة أدبية في عقل ابنته منذ صغرها, حيث شدها كثيرا القصص التاريخية التي كانت تسمعها من والدها عن الحرب والجوع وكيف كانت عيشة الآباء والأجداد قديماً, ومقارنتها بالحياة الكريمة حاليا والفرق الشاسع بين الحقبتين في زمن وجيز, فأخبرت والدها – رحمه الله – عن نيتها تأليف كتاب عن بللحمر وأصبح تتوق للجلوس معه للاستماع للمزيد من القصص وتدوينها وربطها ببعضها حتى أصدرت الكتاب بعد رحلة 14 عاما أطلقت عليه " عبق المكان في بللحمر ". . حكاية الصغر إنطلقت نورة منذ صغرها في تدوين حكايات والدها والاستماع للقصص التاريخية وتوسعت في الاسئلة لتحاول قدر الامكان فهم جغرافية بللحمر تلك المنطقة المترامية الأطراف التي تزخر بالعديد من العادات والتقاليد – ما بين بادية, سهول, سراة وتهامة – بأنماط الحياة المختلفة, الملبس, العرضات, السلاح, نوع المسكن والتصميم والطابع الفني, وتناولت جانب من المفردات التي تردد بين أبناء بللحمر وبعض الامثلة المتداولة إلى وقتنا الحالي. . أودية تاريخية " عيا والثرمانة " حاضر يزخر بتاريخ له آثار مشيدة: وأوردت الأحمري في كتابها عدد من المواقع التاريخية والأثرية, كوادي عيا والثرمانة معللة الاستشهاد بها بأنها مواقع تزخر بتاريخ حقيقي و آثار مازالت مشيدة وواضحة المعالم إلى يومنا هذا ، وحضارة الشعوب دوما تقاس بتراثها وآثارها ، وفي هاتين المنطقتين المئات من الكنوز الأثرية والتي لو تم الاهتمام بها اهتمام حقيقي سيصنف المكان في المواقع العالمية . وبما أننا في هذه الفترة الدولة حفظها الله تولى الاهتمام بموروث المكان فكان لابد أن يتم التركيز عليه, وليس انحياز بقدر ما أن هذا المكان غني بالآثار التي يجب الاهتمام بها خاصة وانه في هذا الوقت القيادة الرشيدة تشجع على إحياء مثل هذه المناطق ، فهي منطقة سياحية بالدرجة الاولى . . 14 عاما من البحث حتى خرج الكتاب للنور: الرحلة الطويلة التي قضتها نورة الأحمري في الجمع والإعداد والتوثيق وتأصيل المعلومات, تمخض بعد رحلة امتدت لأكثر من 14 عاما في إصدار كتابها " عبق المكان في بللحمر ", وشجعها أكثر أنه على الرغم من كثرة الكتب التاريخية إلا أنه لا يوجد كتاب تحدث عن نمط العمارة في بللحمر على وجه الخصوص والنمط المعماري في الكتاب بصورة مفصلة, كون ما تم الإعلان عنه هو فن القط العسيري كوجه عام وتراث ثقافي, بمعني أن في الكتاب صورة مفصلة عن النمط المعماري كاملا، وللعلم حين تم الإعلان عن التصنيف كان الكتاب في عملية الصف للطباعة بمعنى أنه تم الكتابة عنه قبل الاعلان الرسمي. . الرحالة وبلفرد وما دونه عن بللحمر: قالت الأحمري بأن وبلفرد ثيسيجر عمل في السعودية مع منظمة أبحاث الجراد الصحراوي ، ما بين 1945م حتي 1949م ، لاستكشاف المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية ، وكان من المناطق التي وثق عنها في كتبة بللحمر وبالذات قرية آل عامر وآل كامل والتي تعرف عند اهل المنطقة بمنطقة الحجاز كونها مرتفعة عن باقي المناطق ومن أشهر ارتفاعاتها عقبة الجعد الواقعة شمال مدينة ابها والتي يزيد ارتفاعها عن 2500 كم عن مستوى البحر، وطبعا تحدث عن أبها وجميع القرى المحيطة بها ، ولكن ما نحن بصدده هو بللحمر فقط والتي كانت واضحة المعالم في أرشيفه والذي يعد من أهم مراجع التاريخ للمنطقة ، حيث أن الكثير مما وثق كان بالصور في كل تلك المناطق . . الآثار في الكتاب: أكدت الأحمري أن المادة التي تملكها تتجاوز عشرات الصفحات إن لم تكن المئات فتم اختصارها بشكل مركز حتى يتسنى لها التفصيل في ذلك في أجزاء أخرى . . اهتمام الدولة منذ وقت مبكر في بللحمر: وثقت الأحمري المشاريع الحكومية في بللحمر, حيث كان أقدم تاريخ يعود مركز الرعاية الصحية في بيحان الذي أنشيء عام 1375ه أي قبل 64 عام . . طموح بأن يكون الكتاب " مرجع " تاريخي: أشارت الأحمري إلى أن والدها رحمه الله دعمها في أن تكون كاتبة صحفية في أعمدة الصحف الورقية قبل وفاته رحمه الله, وكانت أول كاتبة تتصدر الرأي والأدب في بللحمر, وأشاد بقلمها العديد من الشخصيات والوزراء, وتطمح بأن يكون الكتاب " عبق المكان في بللحمر " مرجع لكل الباحثين عن بللحمر .