من محاسن وايجابيات بعض رسائل الواتس أب أن هناك بعض العقلاء يستخدمونه في التواصل الإيجابي المثمر, وإثراء بعض الأمور الثقافية حقيقة الجميع يحتاجها لتطوير الذات, ولا أُطيل عليكم في التقديم .. وصلتني رسالة علمية أعجبتني من المهندس صالح جمال, وحقيقة هذا الرجل معرفته تجارة ثرية, لأن لديه كنز هائل من الثقافة والمواعظ في زمن افتقدنا لمن يصدقك بالكلمة الحانية والنصح والتوجيه . وكانت رسالته تحتوي على الثقة بالنفس, وهذا يساعدنا في معرفة وتفسير ماذا يدور من حولنا, ولماذا نفكر؟ وما هو الشيء الذي يحفز سلوكنا , والشيء الذي يعيقه ؟ . وكانت فحوى رسالته الشيّقة هي خاصة عن تأثير دانينغ-كروجر, في منحنى يبين العلاقة بين ثقة الإنسان وخبرته في الحياة .. (وهذا المنحى مُنح جائزة نوبل في علم النفس لعام 2000 م ), وفيه فوائد جمّة لمن أراد التطوير والمعرفة, ويوضح عندما تكون معرفة الإنسان وخبرته تكون (0 %) من الصفر , تكون ثقة الإنسان (100 %), وهذا يعتبر مستوى وهمي يشعر به الإنسان . وعندما تزداد معرفة الإنسان مع الأيام, يقل مستوى الثقة الوهمية ومن ثم يكتسب الثقة الحقيقة بنفسه, مثل أن يصل الإنسان لمستوى خبير, يصل مستوى ثقة الإنسان الحقيقية إلى (70 %) فقط ! وتأثير دانينغ-كروجر هو اعتقاد بعض الناس عديمي الخبرة والتأهيل في مبالغتهم في تقدير مهاراتهم, وتقييم وقدراتهم الخاصة بأنهم متفوقون, وتجد لديهم ثقة عالية جداً, إلى جانب معاناتهم من وهم التفوق, وتضخيم الإيجابيات وتصغير السلبيات, وينتج عن ذلك سوء تقدير للقدرات الذاتية والبيئة المحيطة ! بينما في الجانب الآخر نجد بعض الحقائق النفسية التي تفسر السلوك البشري, وتُبين أن هناك أشخاص أذكياء وخبراء ويمتلكون المهارات العالية, لا يَرَوْن أنفسهم شيء, وغالبا ما يحجموا من قدراتهم ومواهبهم، على افتراض أن ما هو سهل بالنسبة لهم، هو أيضا من السهل للآخرين. وللأسف هذا أمر شائع في كل مكان، ويمكن ملاحظته في الحياة العامة وفي العمل, وهذا التأثير هو السبب الذي يجعل الناس أغبياء في كثير من الأحيان في نظر الآخرين, حيث لا يدركون عدم الكفاءة الخاصة بهم، على الرغم من كونها واضحة للجميع من حولهم .. والأشخاص الأذكياء الذين يقللون من إمكانياتهم ولكن تظهر ثقتهم بأنفسهم وتواضعهم وبالتالي ينجحون في حياتهم العامة سواء داخل أم خارج محيط العمل .