كلما نظرت للأهلي أخذت أتذكر خطابا شهيرا لجمال عبدالناصر بدأه بجملة علقت في ذهني "النكسات ليست كنوبات البرد"... نعم هي نكسة تاريخية ومنعطف خطر في مسيرة هذا الكيان بشهادة التاريخ نفسه... ومع هذا يصر القائمون على الأهلي أن لا يقتنعوا بكلام ومطالب الجماهير.. فيما رميهم لها عرض الحائط أسهل بكثير من شرب الماء.. وكأن مشاهد وصور السقوط وحالات الإغماء في المدرج الأخضر لم تحرك شعرة فيهم.. إن أي أهلاوي تعلق قلبه بالأهلي لا الأشخاص.. لن يعترف بعد اليوم بهذا الفريق وهذه الإدارة بكل ما فيها من مناصب ومراتب.. من أكبر الأسماء فيها إلى أصغرها.. ولن يعترف بطاولة اجتماعات ازدحمت بصحون المعجنات فلم يعد فيها مكانا لأي قرارات تاريخية جريئة تنقذ الأهلي وتحفظ له كرامته. ليس هناك بديل أمام الأهلاويون إلا أن يعلنوا ثورة حقيقية سلمية لتخليص ناديهم من لاعبين ومسؤولين لم يحرصوا على كيان بهذا الحجم وهذا التاريخ وهذه القيمة .. إن الأهلي تحت رحمة هؤلاء.. وهم في رأيي ورأي الحقيقة والمنطق والعقل.. سبب رئيسي في نكسته.. ومن يقول غير هذا فإنه يكذب الحقيقة.. وإن كان صحافيا فهو لا يصلح أن يكون كذلك لأن الصحافة ضمير.. وإن كان مشجعا فلا يستحق الجلوس في مدرجات الأهلي لأن أي نادي لا يتشرف بالطبالين والزمارين والمصفقين أثناء النكسة.. فماذا عن نادي بعراقة وسمعة الأهلي. الجماهير تريد إسقاط الإدارة واللاعبين.. ذلك مطلب حقيقي في مدرجات الأهلي.. لأن أحدا فيهم لم يبكي كمشجعين بذلوا الغالي والنفيس من أجل أهليهم.. ولأن أحدا فيهم لم ينجح.. ولأن رسوبهم كان شر رسوب.. في امتحان.. أصبحت الجماهير كل الجماهير تعرف جواب كل سؤال فيه. إن فريقا به أساطير أمثال جفين وهزازي وكامل المر وريشاني والسفري والمعيوف وعباس... لن تقوم له قائمة حتى في بطولات حواري جدة.. ولن يتحرك شبرا واحدا نحو المنصات.. وفي قمة مستوياتهم.. لن يكون في الملعب.. سوى أحد عشر من القمصان الخضراء التي لو نطقت كانت ستشتم وتلعن وتولول! حتى أسطورة الأهلي محمد عبدالجواد.. أخفى دموعه فكان الكلام من القلب إلى القلب.. صريحا وصادقا شجاعا.. أمثاله هم من غرسوا عشق الأهلي في قلوب الجماهير.. وأمثاله فقط.. أعطوا الأهلي كثيرا.. دون أن تتدفق إلى حساباتهم عشرات الملايين كما حدث مع مالك ولاعبين آخرين لم يجد أذكى مشجع أهلاوي تفسيرا وسببا للملايين التي حصلوا عليها! أكتب وأنا على يقين أن عددا سيخرج ليصنفني ويعتقد أنني مع هؤلاء أو هؤلاء.. هنا أعلنها توفيرا لأوقاتهم.. لا امتلك أي أجندة سرية.. ولا أضرب أي حسابات خاصة من أجل هذا أو من أجل ذاك... ولا أرضى بأن أكون في خندق واحد مع المنافقين.. في وقت يحتاج فيه الأهلي إلى كل كلمة صدق وحقيقة.. من أجل أن يعود مرعبا مثلما كان.