منذ زمنٍ بعيدٍ ونحن نسمع عن قائمة أعضاء شرف النصر، وبأن هذه القائمة تجاوز عددها 250 عضوًا، وفي كل مرة تجد مَنْ يتغنّى بهذه القائمة، ويردد: «في النصر أعضاء شرفٍ كبار، لهم ثقلهم في المجتمع، ومكانتهم مرموقة»، وعندما تبحث عن هذه المقولة على أرض الواقع لا تجد شيئًا منها، بل على العكس تمامًا، الحقيقة أن النصر مديون، وفي كل موسمٍ هو يعاني من الديون منذ زمن رئاسة المغفور له -بإذن الله- الأمير عبدالرحمن بن سعود، وفي كل فترة رئاسةٍ جديدةٍ للنصر لا نسمع إلا صفير الديون، وبأن النادي يغرق، وهو مهددٌ بالخصم من نقاطه في الدوري، وقد يهبط للدرجة الأولى في حال طبّقت في حقّه العقوبات الدولية إذا لم يسدد المبالغ المترتبة عليه في المحاكم الدولية، كل ما سبق نسمعه منذ زمن، وفي كل فترة انتخاباتٍ جديدةٍ أو ترشيح رئيسٍ يظهر مَنْ يردد: «النصر لا خوف عليه أعضاء شرفه الكرام سيتولون أمره، والرئيس القادم من العيار الثقيل»، وحتى اليوم لم نشاهد هذا الرئيس الثقيل، ربما نستثني الرئيس المستقيل فيصل بن تركي مؤقتًا متى ما ساهم في حلّ بعض المديونيات، التي على النادي. ما أعنيه من هذه المقدمة الطويلة هو: إن كان في قائمة أعضاء شرف النصر 250 عضو شرفٍ فعلًا، فالمسألة الحسابية هنا مختلفة، وسيعتبر النصر من أثرى الأندية في العالم العربي، إذ بحسبةٍ بسيطةٍ لو كل عضو شرفٍ في القائمة المزعومة جدّد عضويته السنوية «بمليون ريال» لأصبح في خزانة النصر (250 مليونا سنويًا)، أي أن النصر في غنى عن أي مداخل أخرى قد تدخل على النادي من أي جهةٍ استثماريةٍ كانت، وسيكون بمقدور النصر حصد كل البطولات التي يشارك فيها، بل سيصبح النصر النادي النموذجي الأول في الخليج، فجميع الألعاب ستزدهر وسيذيع صيته، وسيحقق إنجازات غير مسبوقة. هذا الثراء الضخم مرتبطٌ بصدق المعلومة التي نسمعها منذ سنوات طويلة، والتي مفادها: أن أعضاء شرف النصر أكثر من 250 عضوًا، أما إذا كانت معلومةً للاستهلاك الجماهيري كما نشاهدها على أرض الواقع حاليًا، فإن النصر مقبلٌ على كارثةٍ حقيقيةٍ، تتمثل في ديونٍ ضخمةٍ يصعب سدادها في فترةٍ زمنيةٍ قريبةٍ، والشيء بالشيء يذكر إن صدقت معلومة الخصخصة والتوجه لها، فلن تجد مستثمرًا يرغب في استثمار أمواله في أنديةٍ مديونةٍ مهما بلغت شهرتها وقاعدتها الجماهيرية، والحل يكمن في مقولةٍ مختصرةٍ: الأندية ملكٌ للدولة، ومن المهم أن تتحرك الدولة لإنقاذ أملاكها من الإفلاس، حتى تبدأ في استثمارها عبر مشروع الخصخصة بالشكل المفيد، الذي يعفي الدولة من التزاماتها تجاه هذه الأندية. فالنصر والاتحاد يشكلان ثقلًا رياضيًّا وجماهيريًّا في خارطة الرياضة السعودية، ووضعهما المالي والإداري اليوم لا يبشر بخير، ولا نلمس أي تحركٍ إيجابيٍّ يبشّر بالخير، وكل ما يحدث وعودٌ من بعض أعضاء الشرف لطمأنة الجمهور على مستقبل ناديهم فقط، وقد يكون وضع النصر أكثر خطورة من الاتحاد الذي انتهى موسمه مقارنةً بالنصر، الذي تبقى له أهم مباراةٍ في الموسم حتى ينقذ موسمه من الفشل، ويحقق بطولة كأس الملك التي سيحصد من خلالها مكاسب كثيرة، أهمها المشاركة الآسيوية في النسخة القادمة؛ لذا الوضع خطيرٌ، ومستقبل النصر بعد استقالة فيصل بن تركي غامض..! ودمتم بخير،،، zaidi161@