استعاد النصر شيئا من هيبته واسترد جزءًا من مستواه المعروف وتجلت روح لاعبيه وحماسهم.. كل ذلك كان كافيا ليزيح الاتحاد من طريقه بالثلاثة ويلحق بالأهلي في نهائي كأس الملك طمعًا في التتويج باللقب الغالي لإنقاذ موسمه، الذي يُعد الأسوأ في السنوات الخمس الأخيرة. فالنصر الذي عانى من مشاكل جمة منذ بداية الموسم سواء على مستوى الإعداد أو على المستوى الإداري والفني والمالي أو حتى على مستوى اللاعبين الأجانب، خالف التوقعات وخيَّب آمال جماهيره العريضة، وظهر بصورة أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بفريق بطل عطفًا على تردي مستوياته وسوء نتائجه، ونتيجة ذلك خسر عدة بطولات، بدءا ببطولة السوبر مرورا بكأس بطولة الدوري وكأس ولي العهد ونهاية بدوري أبطال آسيا، ولم يتبق أمامه لإنقاذ موسمه سوى مسابقة كأس الملك التي يعقد عليها آمالا كبيرة للظفر بلقبها، لاسيما أن فوزه بالبطولة إذا ما تحققت سجني من ورائها الفريق عدة مكتسبات، منها الوجود ضمن قائمة أبطال الموسم الحالي وضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل، وكذلك خوض مباراة السوبر للمرة الثالثة وهذه المرة ستكون أمام الأهلي بطل دوري النسخة الحالية. وأحيا الفوز الكبير الذي حققه النصر مساء أمس الأول أمام الاتحاد الذي لعب على أرضه وأمام جماهيره آمال جماهير فارس نجد، التي أبدت سعادتها بالأداء الكبير والانضباط التكتيكي والروح العالية، التي طغت على أداء اللاعبين وكانت سببا في ظهوره بصورة مختلفة من حيث الشكل والمضمون، وطالبت اللاعبين بمواصلة الأداء المميز في النهائي المنتظر، مؤكدة في الوقت نفسه قدرة فريقها على التتويج بلقب البطولة رغم قوة الأهلي الذي يعتبر الأفضل هذا الموسم. ورغم الأخطاء التي ارتكبتها إدارة النادي العاصمي منذ بداية الموسم إلا أنها بدأت في اتخاذ العديد من الخطوات التصحيحية، كما أن أعضاء الشرف عادوا لممارسة دورهم المناط بهم من خلال رصد المكافآت والحوافز التشجيعية فضلا عن اللاعبين الذين استشعروا الخطر وبدأوا في استجماع قواهم لإعادة فريقهم لوضعه الطبيعي، وكل هذه العوامل كان لها أثر إيجابي على مردود الفريق الذي جمع بين الأداء والنتيجة. واعتمد الفريق النصراوي في مواجهة الاتحاد على اللاعبين المحليين، الذين كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عواتقهم بعد تراجع مستويات اللاعبين الأجانب البولندي أدريان ميرزيفسكي، الذي تم ابعاده عن الفريق، والمالي ماديبو مايغا الذي ظل حبيسا لمقاعد الاحتياط. ويعتبر الفوز الذي حققه النصر على مضيفه الاتحاد هو السادس تواليا، فخلال المواسم الثلاثة الأخيرة أثبت العالمي علو كعبه على العميد، حيث فاز في جميع المواجهات الست الأخيرة بخمس ثلاثيات وثنائية. ويسعى النصر الذي بلغ نهائي مسابقة كأس الملك للمرة الثالثة منذ عودتها عام 2008 إلى التتويج باللقب والثأر من الأهلي بعد أربعة مواسم، حيث سبق للفريق أن خسر النهائي الأول أمام الأهلي 4/1 عام 2012 قبل أن يخسر النهائي الثاني أمام الهلال بركلات الترجيح في الموسم الماضي.