فاز الهلال أو فاز النصر الأمر سيان.. كلاهما ابنا وطن واحد والتنافس الرياضي لن يفسد أبداً للود والمحبة قضية.. لن أكتب اليوم عن أمور فنية عن ديربي الرياض الكروي الذي شهدته العاصمة الرياض مساء أمس الأول الخميس وكأني بالعاصفة الترابية التي هبت على أجواء الملعب تعبر بأن تراب الوطن يريد أن يعانق أنوف أبنائه وما أجمل تراب الوطن الذي ضحى من أجله الرجال الأوفياء بأرواحهم.. المهم أن الوطن الغالي هو الفائز الأكبر في هذه المباراة التي احتشد لها أكثر من 50 ألف متفرج في مدرجات درة الملاعب جاء حضورهم مبكراً وعفوياً قبل بداية المباراة بأكثر من ثلاث ساعات، فقدموا بكل ما تملكه حناجرهم وقلوبهم لوحة وطنية في حب بلد الحرمين وفي حب المليك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سعد الجميع بعودته سالماً إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح ولله الحمد. بعيداً عن صراع اللاعبين داخل المستطيل الأخضر كانت المدرجات تشهد كرنفالاً سعودياً كبيراً وتظاهرة عفوية عبر فيها الصغير والكبير والمواطن والمقيم عن مدى الحب لهذا الوطن الغالي في وقت تشهد فيه معظم دول العالم الكثير من المشاحنات والخلافات والتغييرات، ونحن في السعودية بحمد لله ننعم بنعمة الأمن والأمان وهي أهم من كل شيء وهي الدعوة التي صدح بها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام في دعوته (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) سورة إبراهيم. إن من يعتقد من الحاقدين أو الحاسدين وهم كثر بأن حب أبناء هذا الوطن الغالي جاء لأنه بلد غني بالثروات والبترول مخطئ جداً وكلامه مردود.. فالآباء والأجداد حفروا في الصخر وتجرعوا مرارة الفقر والجوع والعوزة والصبر والحرمان من كل ملذات الحياة التي كان ينعم بها الآخرون في الدول المجاورة ومع ذلك ضربوا أروع الأمثلة والتضحية والفداء من أجل بلد الحرمين.. وهاهم الأبناء يرفلون هذه الأيام بكل ترف ونعم الحياة ومع ذلك فإن بعضهم ساخط وناقم وربما منهم من هو حاقد أو حاسد ويريد أن يقلد الآخرين على طريقة (مع الخيل يا شقرا).. والله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.