في تصوري البريء من تهمة التوغل في النوايا أجد أن مفردة "فكر" والتي تحولت مؤخراً إلى شماعة أصابت المجتمع بخيبة أمل شديدة ليست إلا محاولة لرمي الإبرة في قشّ كبير يخفي وراءه العاجز عجزه، فتحوّل اللاعب السعودي على سبيل المثال إلى لاعب محترف حقيقي ليس بمعجزة ولا أمر مستحيل لو أنه وجد نفسه مجبراً على تغيير فكره في منظومة تطبق الإحتراف بصرامة، بدلاً من اغراقه بالملايين التي يلهو بها في الملعب وخارجه دون حسيب أو رقيب، لنعود من جديد لذات النغمة ونتذرع ب "فكر" اللاعب ونعلّق عليه كل أسباب الفشل، فشتّان ما بين الإحتراف الحقيقي والإحتراف الشكلي الذي شربنا علقمه ولم تذوق قطّ حلاوته، نحن بحاجة ل "فكر" صناع قرار يواكبون المرحلة بحذق وبُعد نظر ويضعون آلية شاملة ومتكاملة تغيّر من فكر اللاعب السعودي وتحقق للكرة السعودية أهدافها من دخول عالم الإحتراف، وهذا لن يتم بطبيعة الحال في يوم وليلة ولكن من أجل المستقبل نقول نحن بحاجة ل "فكر" المسؤول قبل أي شيء آخر وهذا ما لا نعيه للأسف حتى على المستوى الإجتماعي، فوزير الإسكان هو الآخر يتذرع اليوم ب "فكر" المواطن ويعلّق عليه أسباب عجز الوزارة في تذليل العقبات التي تحول دون حصوله على مأوى، ما يوحي إلى أن قضية الإسكان لن تنحل على المدى القريب وأصبحت بمثابة البحث عن حياة أخرى للسمكة خارج الماء، فالقضية حين يحكمها "فكر" فإن حلّها مرهون بزوال معوقات أيدلوجية لا تخضع للقياس بفترة زمنية أو عوامل أخرى محددة، فيبدو أن معاليه حين ألقى باللائمة على "فكر" المواطن جاء من باب تصميم الأخير على أن يعيش على كوكب الأرض دون أن يسعفه فكره الضيق في البحث عن كوكب آخر خارج خرائط هوامير العقار. منيف الخشيبان Twitter@munif_kh