بعد ظهور عدة مؤشرات تؤكد من جديد على أن تنظيم دورة كأس الخليج المقبلة لن يكون من نصيب العراق وسيمنح لبلد خليجي آخر .. هاهي اسطوانة غضب الشارع الرياضي في العراق تعود من جديد، وفي سيناريو مكرر منذ النسخة ما قبل الماضية من البطولة، ولكن قبل كل هذا الصخب هل سأل العراقيون أنفسهم ما إذا كانوا بالفعل قد قدموا ما يشفع لنيل حق الإستضافة، وهل تجاوزوا بالفعل كل الظروف التي حالت دون استضافتهم للبطولة في الدورتين السابقتين أم أن تلك الظروف لازالت قائمة !! أرى أن على الأخوة في العراق النظر بمنظار الواقعية وليس بمنظار العاطفة والتمني والتشكيك بالآخرين وتوزيع الإتهامات عليهم، فبطولة الخليج لا تعني تجهيز ملعب أو ملعبين لكرة القدم فحسب، بل أن هناك شروط ملزمة ومتطلبات يجب على البلد المضيف الوفاء بها، بدءاً من البُنى التحتية وما يتبعها من منشآت رياضية وملاعب متعددة ومتكاملة لإقامة المباريات وأخرى للتدريب، وصولاً إلى مقرات وفنادق تستوعب الحشود الكبيرة من الجماهير والإعلاميين، مع توفير سبل المواصلات والإتصالات، ومرافق مناسبة للترفيه والتسوق وغيرها، فيما يجب التأكيد على أن هذه الشروط والمتطلبات تأتي على افتراض أن البلد المضيف يعيش أعلى درجات الأمن والأمان. كم تمنيت لو أن إخواننا العراقيين انشغلوا في تحدٍّ مع أنفسهم لتحقيق هذا الهدف وتقديم جهود ملموسة ومبشرة لنا كخليجيين بأن العراق قادر في المستقبل القريب على استضافة بطولة الخليج وما هو أكبر ذلك، وأعني رفع الحظر الدولي عن الكرة العراقية، ولكن للأسف .. يبدو أن المؤسسة الرياضية العراقية تُهدر وقتاً طويلاً في المناكفات والتشكيك في آراء ومقاصد الآخرين ، ناهيك عن بعض الأمور التي لا تقدم بل تؤخر، ومنها "حفل افتتاح ملعب البصرة" والذي يثبت أن المسئولين المعنيين هناك سبقوا أنفسهم بدلاً من أن يسابقوا الزمن، فهذا الملعب لايزال حتى اليوم في طور البناء، وحفل الإفتتاح الذي أُقيم وبحضور كبار المسئولين في الدولة ما هو إلاّ عملية شكلية دعائية أشبه ما تكون بمسرحية من مسرحيات عملاق المسرح العراقي بدري حسون. ختاماً .. أرى أن المسئولين العراقيين المعنيين بالرياضة على قناعة تامة بأن بلدهم غير مؤهلة في الوقت الراهن لاستضافة هكذا بطولات لكنهم يرفضون التسليم بقناعتهم ويفضلون الهروب إلى الأمام إرضاءاً للشارع الرياضي هناك. منيف الخشيبان Twitter@munif_kh