إن نجاح أي فكرةٍ تنظيميةٍ جديدةٍ في مسابقات كرة القدم مرتبطٌ بعدة عوامل، وقبل هذه العوامل يجب أن تكون هناك أهداف واضحة، يسعى اتحاد الكرة إلى تحقيقها من خلال هذه الفكرة؛ حتى لا تعتبر فكرة عشوائية تدخل ضمن إطار المفهوم الدارج عند العامة "إن نجحت أو لن نخسر شيئاً"، بهذا نكون أسسنا لعملٍ جيدٍ وفق متطلباتٍ معينةٍ، ننشد من خلالها التغيير في بعض الأفكار من خلال رسم واقعٍ جديدٍ، قد يكون مفيداً مع مرور الوقت . بعد قرار اتحاد الكرة بنقل مباراة السوبر بين النصر والهلال في لندن جاء التوضيح من قبل اتحاد الكرة مفاده: أن العوائد المالية للفريقين مجزية، وهي خطوةٌ استثماريةٌ محفزةٌ لبقية الأندية، وسترفع من وتيرة المنافسة بين الأندية السعودية في المواسم القادمة؛ لأن العائد المالي جيدٌ، وكل إدارات الأندية ستسعى جاهدة لأن تكون حاضرةً في السوبر في السنوات القادمة، خصوصاً إذا ما نجحت فكرة إقامة بطولة السوبر خارج السعودية، وهذا التبرير منطقيٌّ ومقبولٌ بشكله الجوهري، متى ما كانت الأرقام المالية مرتفعة، وستصبّ في خزانة الناديين، ولن يعترض أي منتمٍ لهذين الناديين على نقل المباراة، خصوصاً وأن توقيت إقامة المباراة قد لا يتناسب مع طقس الرياض . وربما ما يزعج في بيان اتحاد الكرة حرصهم على تدعيم موقفهم بكمية الاعتبارات حتى يكسبوا التأييد الكامل، وهم بالتبرير الخاص في النواحي الاقتصادية والاستثمارية متى ما كان صحيحاً، هم كسبوا تأييد الشارع الرياضي الواعي، وليسوا مجبرين على إعطاء مبررات أخرى قد تفتح باب النقد ويجد المحبطون مدخلاً لنقدهم، فمسألة تسويق اللاعب السعودي خارجياً من خلال مباراةٍ وحدةٍ لا أظنه تبريراً منطقياً، ولن يكون تأثيره قوياً على المتابع السعودي،وقد يكون مصدر تهكمٍ وسخريةٍ عند البعض؛ وذلك لسبب واحدٍ بسيطٍ هو أن اللاعب السعودي نفسه لا يمكن أن يؤمن بنجاح هذه الفكرة -وأعني فكرة الاحتراف الخارجي الحقيقي-وهو لم يقدم لنفسه العمل المطلوب الذي يقوده؛ لأن يكون خارج حدود الوطن في دورياتٍ قويةٍ وتتمتع بمستوى فنيٍّ عالٍ . في لندن ستبدأ تجربةً جديدةً يخوضها اتحاد الكرة السعودي، ونجاحها مرتبطٌ بتحقيق أهدافها الاقتصادية، وفي تصوري وبعد التمعّن في المشهد بشكلٍ كاملٍ،أعتقد أن تجربةً كهذه ستكون مفيدةً على كافة الأصعدة، لا يمكن أن نظلّ خائفين من خوض معترك التجارب الجديدة إذا ما أردنا أن نتقدم في هذا المجال،وطالما أن الفكرة سبق وإن نجحت في دولٍ أخرى متقدمة، لا أظنّ أن نسبة فشل التجربة ستكون عاليةً . فالمشهد العام للمدرج السعودي في لندن هذه المرة سيكون مختلفاً عن أي مشهدٍ سابقٍ، وظهوره بالشكل المقبول سيساعد على إعادة التجربة، لكن إذا صاحب هذا الظهور تجاوزات معينة خارجة عن إطار الدين والعادات والخصوصية العامة لمجتمعٍ محافظٍ، فلا أظنّ قادة هذه الدولة سيقبلون تكرار التجربة مرة أخرى، لهذا من المهم أن يكون مستوى التوعية مرتفع، فالجمهور السعودي شريكٌ دائمٌ في نجاح أي محفل رياضي، وقد يكون سبباً مباشراً في تطوير هذه الفكرة متى ما ظهر بالشكل اللائق،ففي لندن قد تكون الحرية في بعض الانفعالات أكثر، خصوصاً في ظلّ أن التواجد في هذه المباراة لن يقتصر على الرجال فقط، فالحضور العائلي سيكون من ميزات هذه المباراة، وربما تكون من الدوافع غير المعلنة لاتحاد الكرة لإقامة المباراة في لندن، لهذا الحصر على نجاح الفكرة مرتبط بوعي الجمهور السعودي الذي سيحضر هذه المباراة … وكل عام وأنتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161