أحيي رئيسي ناديي النصر الأمير فيصل بن تركي والهلال الأمير نواف بن سعد على مباركتهما إقامة السوبر السعودي بين النصر "بطل دوري جميل" والهلال "بطل كأس خادم الحرمين الشريفين" في لندن عاصمة كرة القدم الأشهر في العالم. وهذا استكمال لمقالي الأسبوع الماضي الذي بدأته بأمنية إقرار المباراة في لندن ردا على تهكم وسخرية كثيرين من إعلاميين وغيرهم بحق هذه الفكرة التي باتت قرارا رسميا. ولأن الاتحاد السعودي لكرة القدم أخطأ بصمته طويلا ولم يوضح كيف نشأت الفكرة، فقد تواصلت مع عدد من المعنيين واتضح أنها من بنات أفكار شركة استثمارية عرضت رعاية السوبر مقابل مبلغ مادي مغرٍ للأطراف ذات العلاقة، فبادر اتحاد القدم واتصل برئيسي الناديين اللذين رحبا بالفكرة بشرط أن تكون في أوروبا وخصوصا لندن تزامنا مع انتهاء معسكريهما. ولذا أكرر تحيتي للأمير فيصل بن تركي والأمير نواف بن سعد على سرعة تجاوبهما وتأييدهما بما يعود بالفائدة ماديا ومعنويا وفنيا في ظل ارتفاع حراراة الطقس بالرياض في أغسطس، وبما يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما اكتسبوه في المعسكر. أيضا راجعت بعض مبررات المعارضين، فانتفى أولها عن إرهاق للاعبين قبل أول مباراة للفريقين بعد العودة للرياض حيث سيبدأ الهلال الدوري مع الوحدة في 19 أغسطس، أي بعد أسبوع من سوبر لندن في 12 أغسطس، بينما يواجه لخويا القطري في دور الثمانية لدوري آسيا يوم 25 أغسطس، والنصر يلعب مع هجر 21 أغسطس، وبالتالي لا ضرر بدنيا. بل والأكيد أن اللعب في لندن يساعد على الإبداع وخصوصا بين ناديين شعارهما دائما التحدي. وأعيد وأكرر بأن لعب فريقين سعوديين على بطولة محلية في لندن يستحق الاهتمام وله إيجابيات كثيرة على الكرة السعودية فما بالكم بلقاء القطبين الزعيم والعالمي؟! أضف إلى ما سبق أن هذا العمل يحسب في نجاحات الاستثمار بما يدر الأموال، ولذا يثمن لاتحاد القدم فتح آفاق دعم خزينته وخزينة الناديين المتباريين. أما من يسخر ويتهكم ويرفع شعار النقد لأجل الجماهير فإنها مباراة واحدة من عشرات الديربيات والكلاسيكو، وهي فرصة لأن تراجع الجماهير حساباتها، ولاسيما أن آخر ديربي كان في "الجوهرة المشعة" بجدة قبل 37 يوما على كأس خادم الحرمين الشريفين وواكبه تجاوزات، وفيه تم معرفة الطرف الثاني للسوبر "الهلال"، وبالتالي تولدت فكرة "السوبر في لندن" مع التقاء القطبين وفي أقل من شهر تمت الموافقة بعد الاتفاق على بنود العقد بين جميع الأطراف المعنية، وهذا إنجاز كبير في وقت قصير، مع التشديد على أنه لو لم يكن السوبر بين الهلال والنصر ربما – حد الجزم – لم تولد فكرة السوبر في لندن. والآن بقي شهر كامل على موعد المباراة بما يتيح ترتيبات تساهم في تحقيق أجود العوائد لمملكتنا الغالية من خلال كرة القدم بالتنسيق مع السفارة في لندن والجهات ذات العلاقة لاستثمار الحدث بامتياز وأن يكون يوما سعوديا خالصا يستمتع به الأوروبيون والمبتعثون والمقيمون العرب. والبوادر تشير إلى نجاح غير متوقع على عدة أصعدة، مع أمنياتي أن يوفق اتحاد القدم بفعاليات عليها القيمة. والحقيقة أن بوادر النجاح سطعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ردود الفعل والحديث التفاعلي عن "السوبر السعودي في لندن". وختاما، يجب ألّا ينسى اتحاد القدم سلبيات كثيرة في شأن المنتخبات وبعض اللجان المتخبطة لتحسين وضعه العام والاستعداد جيدا جدا للموسم المقبل في بداية سنته الثالثة اتحادا منتخبا. ولنا حديث شامل.