في مجتمنا نعتبر كلمة " لوبي " تهمه أو إساءة، مع ان تاريخ هذه الكلمة الإنجليزية loopy مغاير تماماً، وتعني بالعربي رواق او ردهة الفندق الأمامية، و تستخدم في السياسة غالباً على الجماعات أو المنظمات وأعضاءها الذين يحاولون التأثير على صناع القرار في الدولة بشتى الوسائل لعل أبرزها السيطرة الإعلامية، مما أضر بهذه الكلمة و جعلها كتهمة التلاعب تحت الطاولة بين الأعضاء وصانعي القرار. لنعرج قليلاً لحال الرياضة السعودية، و ما نعانيه من شكوك إعلامية طالت أروقة الإتحاد السعودي الذي لا يحظى بأي استقلالية مطلقة لوجود جهة موازية له في العمل، حيث ان هناك تناقضات في من يتخذ القرارات بين رعاية الشباب السقف الأعلى لإتحاد القدم، وبين المسؤول الأول المفترض الإتحاد السعودي. فمثلاً .. مباراة النصر و الهلال في الدور الأول تهجم أحد مساعدي مدرب الهلال على حكم المباراة ولم يصدر بذلك عقوبة ولم يفتح تحقيق من أي جهة، في المقابل حدثت حالتين مشابهة في الدور الثاني في مباراة الفريقين، الأولى : ضرب اللاعب سالم الدوسري الحكم ومحاولة إيذاءه بعد المباراة، و الحالة الثانية هي ظهور "صورة" عضو شرف نصراوي بعد نهاية المباراة متهجماً على أحد لاعبي الهلال. اللاعب عوقب من لجنة الإنضباط في الاتحاد السعودي كمحاولة للإيذاء و أوقف 6 مباريات فقط، ولم يعاقب بالمادة المدرجة في لجنة العقوبات والتي تنص على إيقاف اللاعب 6 شهور وغرامة 30 ألف لضربه الحكم، فيما عوقب عضو الشرف من رعاية الشباب وليس الاتحاد السعودي، وشكلت لجنة للتحقيق في تلك الحادثة، و مُنع من دخول الملاعب الرياضية لمدة عام كامل. انا هنا لا يهمني الطرف الاول ولا الأخر، بقدر مايهمني الكشف عن المسؤول الأول لتلك التناقضات التي نعاني منها سنوياً، خاصةً و أننا نسعى أن يكون لنا إتحاداً مستقلاً و لجان منظمة، أعني بذلك أن الجهتان تعمل الان في خط موازي، مما أضر بحال الرياضة و جعلها تتخبط ما بين تهجم الإعلام و الجمهور من جهة. أصبحنا لا نعلم من المسؤول الأول، هل هو فعلاً عبدالله بن مساعد أم أحمد عيد، فالأول حضر تتويج الموسم المنصرم كراعي للحفل، وفي هذا الموسم حضر احمد عيد و غاب بن مساعد، هناك تضارب و تناقض في العقوبات و النجاحات والادوار المتبادلة بينهم. و الأدهى من ذلك هي طريقة الإعلام الرياضي في الإستحواذ على تلك التناقضات، حيث أنهم عند أي إخفاق لناديهم او حدوث أمرٍ مخالف او سيء في الرياضة، ترى أقلام الكُتاب جميعها تقدح في أحمد عيد وتطالبه بالإصلاح، وعند النجاحات الرياضية داخلياً كان ام خاريجاً، ترى حينها كمية المدح والتزلف للأمير عبدالله بن مساعد وأنه المسؤول الأول عن النجاحات، هل يعني أن أحمد عيد وُضع فقط من أجل ذلك ؟ أسئلة كثيرة يحتاج الجمهور الرياضي فترة للتوقف والتفكير بصدق مع نفسه، وان يحرك عقله لا قلبه ويرمي ميوله جانباً، و لا يدع مجالاً لمعمّري الإعلام القديم أن يثيروا مشاعره متى شاءوا، بتقلبهم مع الزمان والمكان، لنجاوب على أبرز الأسئلة ونصدق مع حالنا قليلاً .. هل هناك لوبي في رياضتنا ؟. مثيب المطرفي