كل الأنظار تلتفت اليوم لمواجهة مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة حيث الكبيرين النصر والأهلي؛ ليس لأن الفائز منهما سيبلغ نهائي كأس ولي العهد وما ينتظر الخاسر من غضب جماهيري وحملة إعلامية قد تنسف بجهود بذلتها إدارة الناديين بصورة لافتة هذا الموسم لمجرد خسارة مباراة؛ بل إن هذه المواجهة مفصلية للطرفين في طريق صراعهما على لقب الدوري السعودي الذي انفردا فيه بسباق المقدمة في ظل نزيف نقاط المنافسين الذي أبعد الهلال والشباب والاتحاد مؤقتاً وإن كانت آمالهم لا تزال قائمة. لن يكون من السهل على النصراويين قبول هزيمة ثانية من الأهلي في موسم واحد، بعد أن تلقى الخسارة الأولى في الجولة السابعة التي كانت أول اختبار حقيقي لمدربه الإسباني كانيدا؛ استحق حينها الأهلي الفوز، وكان قد خرج خاسرا بالتعادل مع الهلال في الجولة الثانية بعد أن قدم أداء مميزاً. نصر 2015 مختلف تماما؛ هو اليوم في قمة الكرة السعودية، لا يبحث عن بطولة يروي بها عطش جماهيره كما بدأ موسمه السابق؛ بل هو اليوم فريق بطل مليء بالنجوم، عاقد العزم للمحافظة على لقبي الدوري وكأس ولي العهد وأمامه منافس جديد هو المتعطش للعودة لبطولة الدوري، وكم سيكون الأمر مثيرا في حال تمكن المدرب السويسري كريستيان جروس من قيادة الأهلاويين لإقصاء حامل اللقب وبلوغ نهائي الكأس وترك منافسه على الدوري في دوامة لا يلغيها فارق النقاط الذي لا يتجاوز خمسا مع بداية الدور الثاني. الأهلي أكثر استقراراً من الجانب الفني، يقدم جروس نتائج هي الأفضل على صعيد الدوري منذ سنوات طويلة، ربما لم يصل بعد للمستوى المطلوب في الجانب اللياقي؛ غير أنه طور الأداء العام ومنح الفرص لوجوه شابة، وأعاد ترتيب أوراقه الأجنبية وسط دعم إدارة النادي التي تعيش فترة جميلة في علاقتها بجماهير عاشقة تدعمه بقوة، ولم يتبق سوى ابتسام الحظ والتوفيق في المقبل من المباريات مع آمال تعثر لتحقيق حلم الفوز ببطولة الدوري، ولن يتحقق هذا إلا بتأكيد الأفضلية على المنافس الأقوى (النصر). كل الفرق السعودية تضررت من التوقفات المتكررة لبطولة وآخرها الانشغال بكأس أمم آسيا، النصر هو الأقل تضررا، ظهر ذلك جليا عبر ما قدمه في مواجهة نجران؛ حين كان نجومه يبحثون عن التسجيل حتى وهم متقدمون بأربعة أهداف، يواجهون (قلعة الكؤوس) اليوم تحت قيادة مختلفة بعد تولي الأورغواني ديسلفا المهمة، ورغبة جامحة في هزيمة الفريق الوحيد الذي ألحق به الخسارة هذا الموسم، نحن موعودون بلقاء مختلف ظاهره كأس ولي العهد، وباطنه مستقبل الدوري السعودي. أنا متأكد من أن الأهلاويين يعيشون الأجواء ذاتها التي عاشها كل منسوبي النصر الموسم الماضي من حيث الشعور بقرب تحقيق الحلم حتى صار حقيقة، كانت كل مواجهة للنصر بمثابة اختبار حقيقي، (العالمي) لن يفرط في مكتسباته بسهولة، وعلى نجوم الأهلي أن يبذلوا جهودا مضنية لتحقيق تطلعات الجماهير.