الأورغواني ديسلفا الذي قاد فريقه 2009 حين كانت أوضاعه الفنية مأساوية والنتائج محبطة أنهى مهمته تلك بعد أن وضع بصمة لا تنسى بتحقيقه نقلة في شكل الفريق وطريقة لعبه ثم في حماس من يرتدي الشعار؛ عمل على جزئية مهمة اكتشفها باكرا وتحدث عنها في حوار صحفي ل "دنيا الرياضة" تمثلت في تفكير اللاعب النصراوي وضرورة تغييره من التركيز في كيفية الدفاع مرماهم إلى التوجه نحو مرمى الخصوم والبحث عن هز الشباب رغم ضعف مستوى اللاعبين المحليين آنذاك، والافتقاد للبديل وسوء اختيارات الأجانب، كان ديسلفا من المدربين القلائل الذين وضعوا أيديهم على الجرح (الأصفر) بأدوات ضعيفة، قدم عملا كبيرا وكان مؤهلا ليكون قائد حملة عودة (العالمي) لو قدر له الاستمرار على رأس الجهاز الفني. الفرق الكبيرة لا تكون كبيرة إلا حين تمارس الهجوم ويبحث لاعبوها عن تسجيل الأهداف، الهلال في (دربي) العاصمة لم يكن فريقا هجوميا، مدربه ريجي كامب قدم أداء ضعيفا لا يليق ب "الأزرق"، عودوا لمواجهته مع الأهلي التي انتهت للتعادل كان الروماني مائلا للدفاعات بطريقة فجة لا تنم عن ثقة ورغبة في تحقيق النقاط الثلاث. النصر يتربع على قمة الترتيب في طريقه للحفاظ على لقبه الغالي الذي أسعد به جماهيره ومحبيه، تواجد في القمة معظم الجولات السابقة لكنه اليوم يبتعد عن أقرب منافسيه (الأهلي) بفارق ثلاث نقاط فقط، وسيكون الصراع بينهما محتدما؛ خصوصا أن الأخير هو الوحيد الذي ألحق الهزيمة به على مدى 12 جولة، وكلاهما يستحق أن يكون في القمة؛ لكن اللافت أن النصر بات موجودا على مسرح المنافسة في كل البطولات، بفضل ما يملكه من لاعبين محليين مميزين وبدلاء وإن لم يستفد سوى من 25 بالمئة من العنصر الأجنبي. النصراويون سعيدون بفوزهم المستحق على المنافس التقليدي وأفراحهم مبررة؛ فالانتصار في مباريات ال (دربي) يعزز الثقة ويعيد التوازنات التي غيرتها سنوات غياب (الأصفر) عن واجهة الأحداث، ومحصلتها ثلاث نقاط مهمة وصدارة مؤكدة أوقفت منافسا سينشغل بمشاكل تفجرها مثل هذه الهزائم. الهلال لم يستفد من تفوقه في الشوط الأول وساهم غياب معظم نجومه عن مستوياتهم، وتعامُل مهاجميه بقيادة الشمراني بفوقية مع كرات سهلة في تغييب خطورة الفريق، لقد فقد الهلاليون فرصة سانحة للخروج من تبعات الفشل الآسيوي الأخير لو قدر لهم هزيمة النصر والاقتراب من الصدارة، الأهم من كل ذلك وقفة إدارية مع الخارجين النصّ سواء في النهائي الآسيوي، أو مواجهة ال (دربي) فقبول الهزيمة. العام الماضي تحدث كثيرون عن الجولة العاشرة ومدى كشفها حقيقة قدرة النصر على مواصلة المشوار، فاز (الأصفر) وواصل طريقه حتى ظفر بالدوري، أما موسم 2014 2015 فإن تجاوز حامل للقب لمواجهة الجولة ال 11 ليس كافيا للشعور بقرب شيء؛ الدوري لا يزال في مراحل متقدمة، وإن كان الهلال قد تعثر؛ فإن الأهلي قادم بقوة.