يعيش الأهلي منذ أعوام طويلة بعيداً عن منصات التتويج فيبدأ موسمه بطموحاتٍ جماهيرية يعج بها مدرج "المجانين" بعودة القلعة الخضراء إلى حيث المنجزات والأفراح لكن العادة جرت أن ينتهي الموسم بخيبة أمل وانكسار جديد يسكن قلوب عشاق الأهلي، إلا أن ذلك السيناريو اختلف في رئاسة أحمد المرزوقي إذ حقق الأهلي بطولتي كأس ولي العهد، وكأس الأمير فيصل بن فهد في موسمٍ واحد اعتلى بها صوت الأهلاويين وارتفع سقف الطموح لكن الأمر لم يدم طويلاً فعاد الأهلي مجدداً إلى غيبوبته وبُعده عن البطولات حتى اعتلى الأمير الشاب فهد بن خالد كرسي الرئاسة وتصدر المشهد الأهلاوي، فبات يرسم وعود العودة في سماء الأهلي وكلما اجتمع الغيم وانتظر الأهلاويون مطر الإنجازات تبخر الحلم واستفاقوا على حزنٍ جديد. وفي 2011 انقضى موسم الأهلي من دون منجزٍ يذكر في بطولة الدوري ولم يبق في الموسم إلا كأس الملك وفي ذهاب افتتاح مباريات البطولة خسر الأهلي مباراته أمام الشباب وبات على مقربة أن يودع الموسم بغياب جديد عن منصات التتويج إلا أن خطأ قانونيا احتج عليه الأهلي ضد الشباب نجح في أن يكسب نتيجة الذهاب بثلاثة أهداف من دون مقابل على ضوء مشاركة اللاعب الموقوف عبدالعزيز السعران ليعود الأمل في نفوس الأهلاويين في أن يكون ختام موسمهم أجمل مما كان متوقعاً. الأهلي يجد نفسه في نصف النهائي أمام الوحدة وينجح في إقصائه من البطولة ويصل إلى نهائي كأس الملك في مواجهة جاره الاتحاد ليرتفع معها حلم الأهلي كثيراً في تحقيق البطولة وبعد 120 دقيقة حُبست بها أنفاس الأهلاويين احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للأهلي ليعلن نفسه بطلاً لكأس الملك في موسم تكالبت فيه الظروف على الأهلي من تغير مدربين وضعف الأجانب. بعدها واصلت ريشة الأمير فهد بن خالد في رسم صورة الحلم الأهلاوي بالعودة الكبرى إلى لقب الدوري وفي الموسم الذي أعقبه تعاقد الأهلي مع المدرب التشيكي غاروليم ومعه قدم الأهلي موسماً مختلفا نافس فيه بشراسة على لقب الدوري حتى الجولة الأخيرة وخسره لمصلحة الشباب، فيما حقق كأس الملك على حساب النصر برباعية مقابل هدف ليمحو لقب كأس الملك حزن خسارة الدوري ولايزال الأمير فهد بن خالد يواصل رسم حلم الأهلي وعودته نحو الألقاب بشكل مستمر لا بصورة مؤقتة. وفي موسمٍ جديد ضرب فيه الأهلاويون بكل قوة محلياً وخارجياً حتى أتسع الحلم إلى تحقيق كأس آسيا للمرة الأولى في نسخته الجديدة حين وصل الفريق إلى نهائي القارة، لكن الحلم بات كابوساً بعد أن سقط الأهلي أمام أولسان بثلاثة أهداف بلا مقابل عاد معها للوطن محملاً بالحزن والألم وبهذه الهزيمة كُسرت ريشة الرسام الأهلاوي لتعلن توقف مشاريع الحلم فبات الأهلي فريقاً متقلب المستوى والنتائج وعاد للمدرج الأخضر موال الصخب وصرخة الحزن، وأمام كل هذا أوقفت إدارة الأهلي مشوار المدرب الفذ غاروليم مع الفريق بقرار إقالته بعد أن نفد صبرها في تحمل تراجع أداء الفريق لينهي الأهلي موسمه من دون أي بطولة. في الموسم الحالي تعاقد الأهلي مع المدرب البرتغالي بيريرا وهو احد أشهر المدربين في العالم لاسيما أنه قدم من بطل الدوري البرتغالي نادي بورتو، وكانت هذه الخطوة في ظاهرها بشارة خير وانتظر الأهلاويون أن يقدم ناديهم موسماً مختلفاً في ظل امتلاكه لاعبين أجانب على مستوى متميز، أثبتوا نجاحهم في قميص الفريق سابقاً كالبرازيليين سيموس وسيزار إلى جانب العماني عماد الحوسني والكولمبي بالومينو الذي كان أول الراحلين عن الفريق بحجة أنه لا يخدم طريقة البرتغالي بيريرا الفنية ورافقه العماني عماد الحوسني، بعد أن تعرض لإصابة كان يحتاج لغياب طويل، ومعها تعاقد الأهلي مع المهاجم الكوري سوك الذي تعرض هو الآخر لإصابة أجبرت الأهلي على التعاقد مع العراقي يونس محمود لستة أشهر، لم ينل فيها رضا مدرب الفريق البرتغالي بيريرا. وفي الفترة الشتوية قرر البرتغالي تسريح الثنائي سيموس وسيزار والتعاقد مع البرتغالي لويس ليال والبرازيلي إيريك بيريرا اللذين ظهرا بمستوى مميز في الفترة الأخيرة لكن ذلك لم يعد يجدي نفعاً، فالأهلي بعيد عن تحقيق لقب الدوري ولم يحقق كأس ولي العهد ويتمسك فقط في فرصته الأخيرة بكأس الملك إذ سيلاقي العروبة في دور ال 16 ويأمل محبوه أن يواصل مسيرته حتى النهائي لتحقيق اللقب وإنقاذ موسم الفريق. وبعيداً عن النواحي الفنية يبدو أن ظروف الأهلي في الموسم الحالي وتراجع مستواه وعودة الفريق إلى نقطة الصفر، بعيداً عن تحقيق الدوري أو كأس آسيا الذي كان على مقربة منهما قبل عامين سبباً في أن يعلن رئيس النادي فهد بن خالد عدم ترشحه مجدداً لرئاسة النادي، لاسيما في ظل جفاف شرفيي النادي في دعم خطوات الإدارة طوال الأعوام الماضية، فكان الحمل الأهلاوي يتصدى له رئيس هيئة أعضاء الشرف والرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله إلى جانب رئيس الأهلي فهد بن خالد، ويقف بجوارهما قلة قليلة من أعضاء الشرف لا يليق عددهم بناد في حجم الأهلي، وهو حضور لا يتناسب مطلقاً مع نادٍ بحجم الأهلي طموحه البطولات ولغته الإنجازات فعلى الأهلاويين العمل لإقناع الرئيس الشباب في العدول عن قراره وليرشح نفسه في الفترة المقبلة فالعمل الذي قدمه طوال الفترة الماضية محفزاً لاستمراره في كرسي الرئاسة والعمل على تصحيح بعض الأخطاء التي وقع بها وساهمت في تراجع مستوى الأهلي كإقالة التشيكي غاروليم التي كانت سبباً في عودة الأهلي إلى نقطة الصفر، وإن تمسك الأمير فهد بن خالد بموقفه بالرحيل فلا شك أن الأهلي يملك رجالاً قادرين على سد الفراغ الذي سيخلفه رحيله. الجماهير الأهلاوية تأمل كثيراً من فريقها