غير المنتخب الهولندي من قيادته الفنية عقب العروض المخيبة في كأس أمم أوروبا "يورو 2012" ولكن اختيار المدرب الجديد جاء مفاجئا لقطاع واسع من الجماهير مع إعلان اسم لويس فان جال. ومع اقتراب بدء تصفيات كأس العالم 2014 التي تدشنها هولندا في أوروبا بلقاء تركيا تركيا في أمستردام يوم السابع من الشهر الجاري، استعادت الجماهير الهولندية ذكريات الولاية الحزينة لفان جال في تصفيات مونديال 2002. فقبل عشر سنوات، أخفق المدرب المعروف بسياسته الصارمة في قيادة الطواحين إلى نهائيات كوريا الجنوبية واليابان واحتل المركز الثالث في مجموعته بالتصفيات خلف كل من البرتغال وجمهورية أيرلندا. ويعزز من مخاوف الجماهير تلك وجود مجموعة فذة من اللاعبين في صفوف الفريق الحالي تقارب في مراحلها العمرية نفس المجموعة التي كانت متاحة لفان جال في تصفيات 2002. وتسلم فان جال في ولايته الأولى من فرانك ريكارد فريقا يضم عناصر متألقة في أكبر الأندية الأوروبية مثل الهداف باتريك كلويفرت والأخوين فرانك ورونالد دي بور، وثنائي الوسط كلارنس سيدورف وإدجار ديفيدز، والجناح الطائر مارك أوفرمارس، لكنه لم ينجح في استثمارهم وبلوغ المونديال. أما الآن فيتسلم فان جال من سلفه الأخير برت فان مارفيك فريقا يضم أسماء من وزن أريين روبن وفيسلي شنايدر وكلاس يان هونتلار وروبين فان بيرسي، ولكنها تبقى غير مضمونة بالنسبة للمدرب الذي ظهر الفريق تحت قيادته بشكل مهزوز خلال الخسارة من الجارة اللدودة بلجيكا (2-4) في بروكسل منتصف أغسطس/آب الماضي. وأوقعت قرعة تصفيات مونديال 2014 ، الذي قد يكون الأخير لروبن وفان بيرسي وشنايدر، المنتخب الهولندي في مجموعة واحدة مع كل من تركيا والمجر ورومانيا وإستونيا وأندورا. ورغم عدم وجود فريق بقامة البرتغال في تصفيات 2002 ، فإن تركيا وثنائي شرق أوروبا المجر ورومانيا فرق اشتهرت بكونها صعبة المراس على المستوى الخططي، كما أن إستونيا فجرت مفاجأة في تصفيات كأس أوروبا "يورو 2012" الماضية وبلغت الملحق. واستبعد فان جال أربعة من لاعبيه الأساسيين من القائمة التي يخوض بها لقاءي تركيا والمجر هذا الشهر هم ثنائي الوسط رافائيل فان دير فارت ونيجل دي يونج، والظهير الأيمن جريجوري فان دير فيل، والجناح إبراهيم أفيلاي. وعلل مدرب برشلونة وبايرن ميونخ وأياكس السابق قراره باستبعاد هؤلاء اللاعبين بانشغالهم في الفترة الأخيرة بالانتقال إلى أندية جديدة ومن ثم ابتعادهم عن حساسية المباريات. وبوجه عام حافظ فان جال على قوام الفريق الأساسي، إلا أن إدراكه الحاجة لعناصر جديدة إزاء اقتراب أغلب النجوم من الثلاثين دفعه لاستدعاء أسماء شابة مثل لوروا فير لاعب وسط تفينتي وريكاردو فان رين مدافع أياكس. ومن المعروف أن هولندا لعبت في كأس العالم تسع مرات من قبل ولكنها بلغت النهائي في ثلاث منها أعوام 1974 و1978 و2010 ويراها البعض من أفضل الفرق التي لم تحقق اللقب العالمي شأنها في ذلك شأن المجر. وبعد لقاء تركيا في أمستردام في السابع من سبتمبر، تنتقل هولندا إلى العاصمة المجرية بودابست للقاء على ملعب فيرينك بوشكاش يوم 11 من ذات الشهر.