لقد تغيرت الكثير من المفاهيم الرياضية عالميا في طريقة اكتشاف المواهب وتدريبها ورعايتها تبلورت في مجموعة من النظم والخطط شكلت مجموعة أسس ومبادئ لتكون بداية صناعة بطل.. اعتمدت فيها على المنهجية المنظمة بنقل خبرات وثقافات تزرع في المواهب وتصقلها وتنميها من خلال الإرادة والطموح.. نتج عنها العديد من المدارس المتخصصة ذات إستراتيجية ونظرة مستقبلية في جميع أنواع الرياضات لتشكل بيئة جاذبة ومستقطبة في نفس الوقت للمواهب لتنميها وتدربها وتطورها وتكسبها الخبرات اللازمة وتجهزها للذهب الاولمبي باعتبارها استثمار وبناء من أجل سمعة ومكانة الوطن. بلا شك هناك العديد من المواهب في بلادنا التي لم تكتشف ولم تأخذ فرصتها ولم تجد الدعم الكافي والرعاية.. وهي في الحقيقة كنوز مفقودة ومشاريع أبطال معطلة بسبب غياب الأدوار المختلفة في المؤسسات الرياضية التي تخلت عن الكثير من واجباتها وافتقاد البرامج التي تبحث وتكتشف وتصقل المواهب.. لذلك هي مواهب مغيبة لم ولن تستغل أو تأخذ فرصتها في ظل غياب الثقافة والفكر الرياضي. إن صناعة بطل أولمبي لا تكون بين يوم وليلة ولن تأتي محض الصدفة.. فقد تحتاج لخطة زمنية قد تمتد لسنوات لتتغلب فيها على كل المعوقات والصعاب مع توفير ميزانية وفريق عمل إداري وفني وطبي وبرامج وإبتعاث في معسكرات داخلية وخارجية طويلة ومشاركات تحت إشراف ومتابعة ودعم من أجل بطل واحد يعد كسفير للوطن. فتحقيق الذهب في المسابقات الاولمبية ستشعر معها بانجازات تدعوا للفخر والاعتزاز وأن خلف ذلك منظومة عمل ومجموعة خطط.. وسيتغير معها الفكر والثقافة السائدة في الشارع الرياضي والنظرة العامة للرياضية.. وقد تتطور معها خطط وأهداف أنديتنا وهوايات شبابنا الرياضية تجعلنا بانتظار مشاريع ذات رؤية مستقبلية وحراك وأبطال قادمون في الطريق. الكرة الآن في ملعب اللجنة الأولمبية السعودية بصفتها هيئة عليا وقمة الهرم التنظيمي الرياضي ذات الشخصية المستقلة.. فهي من يستطيع وضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بوضع أسس النجاح وصناعة بطل من خلال تفعيل دور المؤسسة الرياضية الحقيقي بالتنسيق والتعاون مع الاتحادات الوطنية.. والعمل بمهنية نستطيع من خلالها تحقيق التطلعات والآمال على المستوى الاولمبي.