على مدار نحو أسبوعين منذ انطلاق فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا ، شهدت البطولة مفاجأتين كبيرتين فقط كانت الأولى هي خروج المنتخب الروسي رغم بدايته القوية بالفوز على التشيك 4/1 . ولكن المفاجأة الثانية كانت الأبرز وهي خروج المنتخب الهولندي من الدور الأول صفر اليدين بعد ثلاث هزائم متتالية رغم أنه كان من أبرز المرشحين للفوز باللقب مع نظيريه الأسباني والألماني. وفي الوقت نفسه ، لم يصل المنتخب الأسباني حتى الآن إلى المستوى الراقي الذي كان عليه في السنوات الماضية عندما توج بلقبي كأس أوروبا (يورو 2008) وكأس العالم 2010 . وكان المنتخب الألماني هو الوحيد بين المنتخبات الستة عشر المشاركة في البطولة الذي حقق الفوز في المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته بالدور الأول للبطولة. ورغم ذلك ، فإن أي توقعات لما يمكن أن تشهده المباراة النهائية للبطولة والمقررة بالعاصمة الأوكرانية كييف أول تموز/يوليو المقبل تواجه خطرا حقيقيا وتمثل مجازفة. وقد تشهد مباريات دور الثمانية الذي تنطلق فعالياته اليوم مفاجأة أو أكثر. وتأهلت إلى دور الثمانية معظم المنتخبات الكبيرة مثل أسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا والبرتغال كما يتنافس معها منتخب اليونان والتشيك. ولسوء الحظ ، ومثلما حدث في يورو 2008 بالنمساو وسويسرا ، أصبحت البطولة خالية من أصحاب الأرض حيث فشل المنتخبان الأوكراني والبولندي في عبور دور المجموعات. ورغم ذلك ، نال البلدان المضيفان الثناء والإشادة على الاستضافة الجيدة والتنظيم الراقي والاستقبال الحافل. وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بولندا وأوكرانيا نجحا في الوفاء بالوعد... لقد فازا بالفعل بالبطولة. البطولة الأوروبية يمكنها أن تقدم للبلدين أشياء مهمة في مجال تطوير كرة القدم. كما اتسمت البطولة بشكل عام بالسلمية والأمن بعيدا عن المصادمات التي وقعت على هامش المباراة العصيبة بين منتخبي بولندا وروسيا. ولم تتفاقم المخاوف التي ثارت قبل بداية البطولة من تفشي ظاهرة العنصرية في ظل إقامة البطولة بأوروبا الشرقية وذلك رغم التحقيقات التي يجريها اليويفا ابشأن وقاهئع فردية منفصلة لتوجيه إهانات عنصرية إلى بعض اللاعبين. وقال بلاتيني الأجواء كانت رائعة ومثيرة بنسبة 99 بالمئة... من الصعب للغاية أن تكون أفضل مما هي. وكانت المباريات في معظم المجموعات ممتعة ولكن الدراما الحقيقية ستبدأ من خلال مباريات دور الثمانية الذي تنطلق فعالياته اليوم بلقاء البرتغال مع التشيك. وعلى مدار 24 مباراة أقيمت في الدور الأول من بين 31 مباراة تشهدها هذه البطولة ، لم تنته أي مباراة بالتعادل السلبي لتكون المرة الأولى التي تخلو فيها مباريات الدور الأول للبطولة الأوروبية من التعادلات السلبية منذ ارتفع عدد المشاركين في النهائيات إلى 16 منتخبا في يورو 1996 . كما خلت البطولة من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل الشديد باستثناء واقعة الهدف الأوكراني غير المحتسب في لقاء الفريق مع إنجلترا أمس الأول الثلاثاء في ختام فعاليات الدور الأول للبطولة. كما شهدت فعاليات الدور الأول قرارا أو اثنين خاطئين للحكام ولكنهما تسببا في شكوى هادئة من اليونان وكرواتيا. وأكدت مباريات الدور الأول أن الرقم القياسي لبلاتيني في عددالأهداف التي يسجلها أي لاعب في بطولة واحدة ما زال في أمان حيث أحرز بلاتيني تسعة أهداف لمنتخب بلاده في يورو 1984 ليكون أيضا صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في البطولة على مدار تاريخها وليس في بطولة واحدة فقط. ولم يتجاوز أي لاعب في البطولة الحالية حاجز الثلاثة أهداف حتى الآن وكان ذلك من نصيب الروسي آلان دزاجوييف والكرواتي ماريو ماندزوكيتش وخرج كل منهما مع منتخب بلاده من هذه البطولة والألماني ماريو جوميز الذي لا يزال في دائرة المنافسة. والبطولة الحالية هي الأخيرة في تاريخ البطولات الأوروبية التي تقام بمشاركة 16 منتخبا فقط حيث سيرتفع عدد المشاركين إلى 24 منتخبا بداية من 2016 . ووجهت بعض الانتقادات إلى قرار زيادة المشاركين إلى 24 منتخبا ولكن بلاتيني دافع هذا الأسبوع عن هذا القرار مجددا. وقال بلاتيني يمكن أن يكون لدينا ثمانية منتخبات أخرى على نفس مستوى المنتخبات الأخرى. وقد يتسم دور الستة عشر بالإثارة أيضا. وأضاف سيكون ذلك في غاية الأهمية للمنتخبات الإيضافية التي ستتأهل. وهو أمر جيد للاتحادات الوطنية وتطورها.