عدة أيام ستفصلنا عن بداية كأس الأمم الأوربية سابقاً بطولة اليورو حالياً والتي ستكون بضيافة الجارتين أوكرانيا وبولندا وهي المسابقة التي تعتبر الأقوى فنياً بالنسبة للمنتخبات أقول فنياً لأن لا صوت يعلو فوق كأس العالم من حيث المناسبة وأهمية الحدث ، لكن في مسابقة القارة الزرقاء نجد أنها تظم أفضل 16 فريق وبالتالي تقارب مستوياتهم بينما نجد في مونديالات كأس العالم تحضر منتخبات ضعيفة من بعض القارات . وبلمحه سريعة حول أبرز الفرق المشاركة يرشح خبراء اللعبة الماتادور الأسباني للحفاظ على لقبه في تشكيله جلها من العملاقين برشلونة وريال مدريد وإن كان الأول بنسبه أكبر ، ويعتمد ذلك الترشيح بنسبه معينه على الحضور الذهني لكتيبة فيتثنتي ديل بوسكي فالمحافظة والثبات على المستوى صعب جداً مجرد التفكير بالمحافظة على اللقب أمر مرهق ذهنياً ويحتاج ثقافة عدم التشبع ، حتى وإن كانت اسبانيا تمتلك مدرب رزين ممثلاً بشخص الخبير ديل بوسكي. ونتحول لوصيف حامل لقب النسخة الماضية المانشافت الألماني صاحب الرقم القياسي بتتويجه 3 مرات آخرها قبل أربع سنوات من نهاية القرن الماضي 1996 ، حيث يأمل يواكيم لوف مساعدة منتخب بلاده وكسر النحس الملازم للألمان في البطولات الكبيرة فقد كانو وصيفاً في مونديال 2002 ويورو 2008 . وبالنسبة للاتزوري الإيطالي صاحب كاريزما المنافسة حتى في أحلك الظروف ، فإنه أمام اختبار عدم اكتراثه بالتحول من جيل الى آخر بعد فقدان مالديني وتوتي وديل بييرو ، ومع ذلك لا يخلو من عناصر الخبرة بوجود الحارس بوفون وكلليني وبيرلو ودي ناتالي . وسيكون روي هودجسون أمام دحض مقولة (أن انجلترا تقدم أقوى مسابقة دوري بالعالم بالمقابل لا تقدم منتخب ينافس على البطولات)، ويعتمد ذلك على كيفية التعامل مع المنتخبات الكبيرة التي دائماً تتغلب على بلاد مهد الكرة. ويأمل شعب البرتغال أن يكون كرستيانو رونالدو في أعلى مزاج وهو الذي قدم موسمين خرافيين مع المرينغي مدريد لكي يساعد زملائه برونو آلفيش وهوغو فيانا وميريليش وبقوة هجوميه تثلج صدر مدربهم الأنيق ( باولو بينتو ) يمثلها اوليفيرا ولويس ناني والدون رونالدو ، فهل تبتسم لهم الكرة أم تعبس كالعادة كما عبست بوجه اوزيبيو في الستينات وفيجو وكوستا في الماضي القريب. ولا زالت هولندا تتغنى بلقبها الوحيد الذي تألق فيه الخماسي فان باستن وخوليت وفيتشغه ورايكارد ( مدرب السعوديه حالياً ) والمدفعجي كويمان عندما تذوقوا لقب 1988 فهل يكرر أبناء فان مارفيك الإنجاز ؟ وتدخل فرنسا البطولة برقم قياسي هو عدم خسارتها بعشرين مباراة متتاليه مابين رسميه وودية مع مدربهم الشاب لوران بلان الذي استطاع إيجاد توليفه شابه بعد نكسة رايمون ديمونيك بالمونديال الأفريقي ، فهل يتسنى لعناصره المنسجمة تحقيق الطموح ؟ وبالتالي إعادة أمجاد زيدان وديشامب وهنري . ولا يجب إغفال المتعة التي يقدمها المنتخب التشيكي بحلاوة أدائه مع مديرهم الفني ميشيل بيليك . هذه نظرة سريعة حول أبرز المرشحين وأي بطل خارج نطاق المنتخبات السابقة فسيعتبر في طور المفاجأة كما حصل للدانمرك عام 1992 عندما شاركت كبديله ليوغسلافيا التي كانت تئن تحت وطأة الحرب ، وتماثلها مفاجأة حصول اليونان على اللقب قبل ثمان سنوات مضت، نقاط متفرقة من البطولة : * ألمانيا حاملة الرقم القياسي بالتتويج 3 مرات أعوام 1972 ثم 1980 واخيراً 1996 * ألمانيا حققت البطولة 1972واتبعته بالفوز بالمونديال بعد سنتين ، وكذلك فعلت اسبانيا عامي 2008 و2010 بينما فرنسا قلبت المعادلة ففازت بمونديالها 1998 ثم يورو 2000 . * في مفارقه عجيبة : جميع البطولات التي حققتها المنتخبات كانت بمدربين محليين منذ انطلاقتها عام 1960 وحتى 2008 ما عدا بطولة اليونان التي تحدثت بعقلية تدريبه المانيه تمثلت بالمدرب العجوز ( اوتو ريهاغيل ) . * ميشيل بلاتيني هو الهداف التاريخي للبطولة ب 9 أهداف سجلها جميعاً في بطولة 1984 . * منتخبات الإتحاد السوفييتي (سابقاً) ، ايطاليا ، تشيكوسلوفاكيا (سابقاً) ، هولندا ، الدانمرك ، اليونان حققت اللقب مرة واحدة . في النهاية : هل سنستمتع بمستويات ومباريات جميله ؟ الإجابة باختصار نعم لأنها بطولة العمالقة.