عندما يلتقي المنتخبان الألماني والإسباني لكرة القدم اليوم الأربعاء سيكون تركيز كل من مدربي الفريقين منصباً على إيجاد الخطة والطريقة المثالية التي يوقف بها مفاتيح لعب المنافس ويحرمه بها من أبرز نقاط قوته. ويلتقي المنتخبان اليوم الأربعاء على استاد «موزيس مابيدا» بمدينة ديربان في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حالياً في جنوب إفريقيا لتكون المباراة بينهما غدا تكراراً للمواجهة بينهما قبل عامين في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو) 2008م. ويبحث المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني عن طريقة يوقف بها أسلوب التمريرات الناجحة والمتقنة التي يتميز بها المنتخب الإسباني. وفي المقابل، يسعى المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني لإيجاد طريقة تساعد فريقه على التعامل مع النشاط الهائل والمجهود الوفير للمنتخب الألماني المفعم بالثقة. وتغلب المنتخب الألماني في الدورين الماضيين على اثنين من أصعب العقبات، حيث أطاح بالمنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني وأصبح الفريق على بعد خطوة واحدة من الظهور الثامن (رقم قياسي) له في نهائي المونديال على مدار تاريخ البطولة. وفي المقابل، يحلم المنتخب الإسباني بالتغلب على نظيره الألماني للتأهل إلى المباراة النهائية بالمونديال للمرة الأولى في تاريخه ويطمح الفريق أيضاً في الفوز باللقب العالمي ليضيفه إلى اللقب الأوروبي الذي أحرزه قبل عامين بالتغلب على المنتخب الألماني صفر -1 في نهائي يورو 2008م. وما زالت الذكريات الحزينة لهذه المباراة التي أقيمت بالعاصمة النمساوية فيينا في 29 حزيران - يونيو 2008 عالقة في ذهن لوف خاصة وأنها كانت مباراة من طرف واحد لا تعبر عنها النتيجة التي حسمها المنتخب الإسباني بهدف وحيد سجله فيرناندو توريس. ويضم المنتخب الألماني الحالي ستة من اللاعبين الذين شاركوا في نهائي يورو 2008 ولكن المنتخب الألماني الحالي أصبح أكثر شباباً ونشاطاً، حيث انضم إليه عدد من العناصر الشابة الرائعة مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر وسامي خضيرة وجيروم بواتينج وحارس المرمى مانويل نيور. وفي غياب مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني، والذي لم يشارك مع الفريق في هذه البطولة بسبب الإصابة، لعب باستيان شفاينشتيجر دوراً بارزاً في خط وسط الفريق خلال المونديال الحالي ونجح مع زميله توماس مولر في تعويض غياب بالاك ومنح خط الوسط حيوية واضحة. ونجحت خطط لوف بشكل رائع في مواجهة المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني، حيث أسقطت الفريقين عن طريق الهجمات المرتدة السريعة والمنظمة ففاز المنتخب الألماني الشاب في المباراتين 1-4 صفر -4 وعلى الترتيب. وفي المواجهة مع المنتخب الإنجليزي، تعمد لوف 50 - عاماً- إبعاد المدافع الإنجليزي جون تيري عن خط الدفاع لفتح وكشف الثغرات بين دفاع وخط وسط المنتخب الإنجليزي. بينما كانت الخطة أمام المنتخب الأرجنتيني هي الضغط بقوة في منطقة وسط الملعب مع تضييق المساحات على لاعبي الأرجنتين. وساهم التقدم المبكر في كل من المباراتين في مساعدة المنتخب الألماني على الاستفادة من هجماته المرتدة بأفضل شكل ممكن ليجعل من منافسيه الأكثر خبرة وكأنهما من الفرق المبتدئة. ولكن مواجهة المنتخب الإسباني سيكون تحدياً من نوع خاص للمنتخب الألماني ومديره الفني لوف، حيث يركز المنتخب الإسباني في طريقة لعبه على الاستحواذ بشكل كبير على الكرة والسيطرة على مجريات اللعب والسرعة في التمرير خاصة مع وجود لاعبين مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز ضمن صفوف الفريق. ويفتقد لوف في هذه المباراة الصعبة لجهود لاعبه الشاب توماس مولر - 20 عاماً- بسبب الإيقاف لحصوله على الإنذار الثاني في البطولة خلال مباراة الأرجنتين علماً بأنه افتتح التسجيل لفريقه في هذه المباراة ليكون الهدف الرابع له في البطولة. ومن المرشحين لسد الثغرة التي سيتركها غياب مولر كل من بيتر تروتشوفسكي وماركو مارين وتوني كروس وجيرونيمو كاكاو. ويسعى كاكو للتعافي من آلام المعدة التي يعاني منها. وقال ميروسلاف كلوزه نجم هجوم المنتخب الألماني إن الفريق يسعى ليؤكد لنظيره الإسباني أنه أصبح أفضل مما كان عليه قبل عامين في نهائي يورو 2008م. وسجل كلوزه هدفين في شباك الأرجنتين خلال مباراة دور الثمانية ليرفع رصيده في البطولة الحالية إلى أربعة أهداف ورصيده في بطولات كأس العالم بشكل عام إلى 14 هدفاً ليقترب من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في بطولات كأس العالم والمسجل باسم البرازيلي رونالدو برصيد 15 هدفاً. وقال كلوزه «سنجلس سوياً لندرس ونحلّل نقاط القوة والضعف في المنتخب الإسباني وإيجاد الخطة االمناسبة للتغلب عليه.. إنهم (المنتخب الإسباني) يقدمون كرة قدم رائعة وهم أفضل من المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني بالتأكيد». وفي المقابل، سيكون المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني مطالباً بتحديد موقف مهاجمه فيرناندو توريس نجم ليفربول الإنجليزي سواء بالإبقاء عليه ضمن التشكيل الأساسي ليقود الهجوم إلى جوار ديفيد فيا أم يعتمد على فيا بمفرده في الهجوم. وتولى دل بوسكي تدريب المنتخب الإسباني خلفاً لمواطنه لويس أراجونيس بعد فوز أراجونيس مع الفريق بلقب يورو 2008م. ولم يلجأ دل بوسكي إلى إجراء تغييرات عديدة على هيكل الفريق، حيث حافظ على نفس المجموعة من اللاعبين مع تطعيمها تدريجياً بعناصر جديدة. وضم التشكيل الذي تغلب على باراجواي صفر -1 في دور الثمانية بالبطولة الحالية ثمانية من اللاعبين الذين شاركوا في نهائي يورو 2008م. وكان فيا هو أبرز الغائبين عن نهائي يورو 2008 في فيينا بسبب الإصابة في الفخذ ولكنه سيكون من أبرز العناصر التي يعتمد عليها دل بوسكي في مباراة الغد ولاسيما أن أهدافه الرائعة كانت سبباً رئيسياً في بلوغ الفريق المربع الذهبي. وتصدر فيا قائمة هدافي يورو 2008 برصيد أربعة أهداف كما يتصدر حتى الآن قائمة هدافي المونديال الحالي برصيد خمسة أهداف. ولجأ دل بوسكي إلى تغيير توريس في وقت مبكر من الشوط الثاني بمباراة باراجواي، حيث دفع مكانه باللاعب سيسك فابريجاس نجم خط وسط أرسنال الإنجليزي. وساعد هذا التغيير اللاعب إنييستا على المشاركة في الهجوم بشكل أكبر. ورغم ذلك، ما زال دل بوسكي يتذكر المشاكل التي أثارها توريس لدفاع ألمانيا بتحركاته ونشاطه خلال نهائي يورو 2008م. وقال دل بوسكي بعد يوم واحد من الفوز على باراجواي «لم يحن الوقت لنتحدث عن طريقة إيقاف المنتخب الألماني.. أعتقد أنه يتعين علينا أن نحافظ على ثقتنا بأسلوب لعبنا وأن نواصل الحفاظ على روح التنافس التي أظهرناها في هذه البطولة».