ما إن تبدأ أي بطولة آسيوية للأندية والمنتخبات، إلا ويأخذنا أصدقائي المحللون وزملائي النقاد في رحلة إحباط تشاؤمية لدرجة سلمنا معها أننا بتنا كرويا في مصاف بنجلاديش ونيبال ومن هم في مستواهم. منتخبنا تأهل إلى نهائيات آسيا بصدارة مطلقة عن مجموعته التي ضمت إلى جانبنا العراق والصين وإندونيسيا، فبدلا من الحديث عن المستقبل بشيء من التفاؤل تحدثنا عن فرحة مبالغ فيها ومنتخب هزيل وقضية حارس غاب عن المعسكر وعوقب بلفت نظر! أنديتنا الشباب والاتحاد والهلال والفتح قابل بعضنا حضورها الآسيوي بما يمكن وما لا يمكن، وبين الأولى والثانية مثبطات دعت واحدا من المحبين لكرة القدم إلى أن يصرخ محتجا في تويتر: أي تحليل وأي نقد هذا! معكم أن هناك تراجعا، ومعكم أن الماضي كان أجمل، ولكن ليس لهذه الدرجة التي تجعلنا حتى مع الفوز نقلل من جهد بذل وأحلام قادمة! ينبغي أن نتعايش مع الواقع حسب نظرة تفاؤلية وتشجيعية، فثمة لاعب يتابع ويتأثر ومدرب يتبرم ومسؤول يغضب من انتقاص زاد عن حدة! صحيح أننا كنا وكنا، وصحيح أن شرق القارة أكثر تقدما من غربها، لكن الأصح أن نقول خيرا عن مشاركاتنا أو نصمت، ولا سيما أن هناك ما يدعو للتفاؤل! حتى الأغاني الفرائحية التي قدمت على هامش فوز المنتخب تم السخرية منها بشكل مؤلم، أي أن أحد أباطرة التحليل قال: على ايش هذه الاحتفالية على إندونيسيا، فضحك المذيع وقال: يا أخي خلنا نفرح! النقد مطلوب، وقراءة المستقبل من خلال الحاضر أمر محبب للنفس، لكن السخرية والاستهزاء والتندر هو المرفوض، أتحدث هنا عن المنتخب فقط! أما الأندية، فحالها أكثر صعوبة وأكثر تعقيدا من حال المنتخب، أي أن الأماني أحيانا تسبق التوقعات، فثمة من يجاهر من الإعلاميين بفرحه في حالة خسارة واحدة من الثلاثة، وأستثني الفتح، لأنه خارج لعبة صراع الأضداد! العالمية صعبة قوية، وأربعة أولسان هي شعار معلن من غير المحبين للهلال، والحال مع الاتحاد والشباب لا يختلف، وإن كان بنبرة أخف عن الهلال! أتحدث هنا عن إعلاميين وليس جمهور فقط، ففي السنوات الأخيرة وهذا العام تحديدا بات اللعب على المكشوف والصوت أحيانا يوضح الصورة. فهل نقول: عادي ما يحدث، أم نعتبر الأمر أحد مكونات تعصب أفرزته منافسات غير شريفة! علينا أن نبحث عن الأسباب ونطرحها كما هي إن أردنا الوصول للحقيقة، أما خلق المبررات بذريعة كرة القدم لا علاقة لها بالوطنية، فهذا يغري بمزيد من الاحتقان الذي تحدثت عن بعض من مفاصله في مقال الأمس. هنا لا أنهى عن خلق وآتي مثله، بقدر ما أتحدث عن واقع أسعى أن لا أكون جزءا منه. مقال للكاتب أحمد الشمراني – عكاظ