عندما أعارت إدارة الهلال نجم وهداف فريقها ياسر القحطاني في الموسم الماضي إلى العين الإماراتي لم يكن لديها في ذلك الوقت أي حسابات خاصة مع أعضاء الشرف ولا حتى مع الجمهور، بل نجحت الإدارة الهلالية في (ترحيل) ياسر إلى الإمارات والتخلص منه بهدوء وارتياح تام، وذلك بعد الانتقادات الإعلامية الحادة التي طالت الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارته بسبب تراجع مستوى نجم الفريق الاول والذي يصنّف كأحد اهم المهاجمين ونجوم الشباك في الملاعب السعودية. رحل ياسر الى العين بهدوء تام وهو (مكسور الخاطر) بعيدًا عن الضجيج الإعلامي المعتاد والمطالبات الجماهيرية ببقائه، فيما كانت هنالك وعود إدارية حول رجوعه من جديد، وذلك بعد الضمانات التي قدّمتها الادارة عن عودته لا سيما تلك التي اكدت ان اعارة ياسر للعين لن تكون دائمة وانه سيعود في نهاية الموسم وهي الضمانات التي قابلها صمت تام من قبل اللاعب الذي لم يتحدث عن اي امر يتعلق بعودته للهلال تاركًا الكثير من علامات الاستفهام حول طريقة خروجه من الزعيم وظروفها الغامضة، وكأنه يخطط لشيء ما في نهاية فترة الاعارة حتى وصلت الامور إلى ما هي عليه الآن. سبحان مغيّر الأحوال.. فياسر اللاعب غير المرغوب فيه بالموسم الماضي والذي تمّ دفعه للاعارة أصبح اليوم هو من يقبض على خيوط اللعبة وهو مَن يدير عملية المفاوضات الحالية حول عودته للبيت الأزرق من جديد وليست إدارة الهلال كما حدث في السيناريو السابق، ولذلك فإن عودة ياسر اصبحت اليوم مسألة في غاية الاهمية وليست بالسهولة التي يتصوّرها بعض الهلاليين. المشهد الهلالي بات واضحًا والكتاب الازرق اصبح لا يحتاج لعنوان.. فالانتكاسة الهلالية الأخيرة ستجبر إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد على إعادة ياسر من جديد، وذلك من اجل امتصاص غضب الجماهير وتحسين العلاقة مع المدرج الهلالي الكبير خصوصًا ان جميع البوادر تشير الى نية الامير عبدالرحمن بن مساعد في الاستمرار بمنصبه لفترة رئاسية ثانية، أي ان عودة المتألق ياسر ستكون هي الورقة الرابحة امام الامير عبدالرحمن بن مساعد من اجل الاستمرار على كرسي الرئاسة بكل هدوء وبعيدًا عن الانتقادات الهلالية التي كثرت في الآونة الاخيرة. يجب ان يعترف الهلاليون بأن عودة ياسر يجب ان تتم في اسرع وقت ممكن، وان وجود هداف مثله مع الفريق الازرق بالموسم القادم سوف يعزز حظوظ الفريق كثيرًا في التسجيل خصوصًا في ظل فشل الصفقات العربية التي ابرمتها الادارة ورحيل عيسى المحياني للاهلي وعدم مقدرة سعد الحارثي على فرض نفسه على الخارطة الهلالية حتى الآن. الهلال امام مشكلة فنية ومالية كبيرة، وعودة ياسر ستعفي الادارة الهلالية من اعباء مالية كثيرة كونه سيريح النادي من تكلفة التعاقدات العربية (الفاشلة)، وفي نفس الوقت ستعطي هذه العودة الثقة للجميع لتقديم انفسهم بالطريقة المناسبة واللائقة بالهلال، الفريق المنظم الصديق المقرّب للكؤوس ومنصات التتويج. عودة ياسر التي تطالب بها الجماهير الهلالية لن تكون عودة لاعب عادي، وتأثيرها ايضًا لن يكون نفسيًا كما يتوقع البعض، وانما هي عودة فنية للهجوم الهلالي، فاللاعب نجح في اكتشاف نفسه من جديد في الإمارات بعيدًا عن المضايقات الادارية التي يعلم عنها الجميع وبعيدًا ايضًا عن الشطحات الاعلامية والاهازيج الجماهيرية البغيضة وبعيدًا عن ضغوط المجتمع الرياضي المحلي. ادارة نادي الهلال ستصدر خلال الفترة القليلة القادمة بيانًا صحفيًا تحسم فيه قضية ياسر القحطاني، وان كان السيناريو بات واضحًا من الآن، الا انني اتمنى ان يتم التعامل مع قضية هذا النجم بالمعايير الفنية وليس بمقاييس الحسابات الخاصة التي تسببت في رحيله السابق.. وعلى المحبة نلتقي..