حينما يعود النصر للمنافسات المحلية يعود الجمال بأكمل صوره، هل شاهدتم مدرج الشمس البارحة؟ هل شاهدتم اللوحة الفنية؟ هذا لا يحدث وأتحدى في الملاعب العربية والآسيوية هو يحدث في الملاعب العالمية، ولأن النصر (عالمي) هو يجيد اللغة تماماً. - أعتذر لم أبدأ الحديث عن المباراة التي جمعت النصر بالشباب في نصف النهائي أولاً، فهكذا صورة جمالية وهكذا مدرج يجب أن يتصدر الكلام ويتصدر المشهد، ويجب أن يأخذ حصته من الثناء والتقدير والإعجاب. - في الملعب كان الشوط الأول نصراوياً خالصاً، والشوط الثاني كان شبابياً خالصاً، وبصراحة لأول مرة أشاهد النصر هذا الموسم بتلك الأخطاء في الدفاع والوسط، ولأول مرة أشاهد الشباب هذا الموسم يقدم مباراة كبيرة ويتفوق على نفسه. - في الأشواط الإضافية عادت الكفة لترجح النصر ويخطف العالمي هدفاً مرسوماً بدأ من القائد حسين عبدالغني، الذي مرر لمحمد السهلاوي والذي بدوره حولها لحسن الراهب أمام مرمى الشباب وقال له (أنت وضميرك)، وبالمناسبة حينما يركض السهلاوي في الملعب لا ينهزم النصر. - تسيد النصر بعد الهدف ولولا (أنانية) عبدالرحيم الجيزاوي الغريبة، لكانت النتيجة ثقيلة على الشبابيين، ولكي لا أكون متحاملاً على الجيزاوي فهو لعب دوراً مهماً (دور المشاغب)، إلاّ أنه بحاجة إلى إعادة حساباته، فليس مهماً أن تسجل دائماً ولكن الأهم أن تصنع هدفاً لفريقك. - أما نجم اللقاء بلا منازع بصراحة هو أفضل حارس سعودي حالياً، النجم الكبير عبدالله العنزي، الذي ظهر كعادته متألقاً ومصدر ثقة واطمئنان لفريقه وجمهوره، وأنقذ الكثير من الكرات الخطيرة والمحققة في شوط المباراة الثاني. - مبروك للنصر الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي، مبروك لنجوم النصر وإدارة النصر وجمهور النصر، وبصراحة (العالمي) يقدم موسماً استثنائياً داخل الملعب وخارجه، وهذا ما يحقق الوهج الذي ننشده للكرة السعودية. - نسيت أن أخبركم، أن الهلال استطاع أن يتجاوز الفتح المتهالك هذا الموسم عصراً وأبارك لجمهوره ونجومه هذا الفوز، النصر والهلال في نهائي وديربي وثأر منتظر، لذلك ستكون الكرة السعودية على موعد مع مباراة للتاريخ لن تنسى.. وسلامتكم. مقال للكاتب محمد شنوان العنزي- الرياضي