استيقظت العاصمة الأسبانية مدريد صباح الخميس على هطول زخات من الأمطار في الوقت الذى خرج فيه نادي ريال مدريد مساء أمس الأربعاء من منافسات الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ الألماني. وانتهى الوقتان الاصلي والاضافي من مباراة إياب الدور قبل النهائي أمس بفوز ريال مدريد 2-1، بهدفين للنجم كريستيانو رونالدو، مكررا نفس نتيجة مباراة الذهاب ليتعادل الفريقان 3-3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة ويحتكمان إلى ضربات الجزاء الترجيحية. وتألق الحارس الألماني مانويل نيوير مع بايرن ميونيخ لينقذ ضربتي جزاء من رونالدو وكاكا ويقود الفريق الألماني للفوز 3-1 في ضربات الجزاء، وبهذه النتيجة يلتقي بايرن مع تشيلسي الإنجليزي، الذي أطاح بحامل اللقب الأسباني برشلونة من الدور قبل النهائي أمس الأول الثلاثاء، في نهائي دوري الأبطال في 19 أيار/مايو المقبل باستاد "أليانز أرينا" بميونيخ. بينما سيضطر ريال مدريد الانتظار لعام آخر على الأقل لتحقيق "لا ديسيما" أو لقبه العاشر بدوري الأبطال، حيث أحرز ريال مدريد لقب بطولة دوري الأبطال، التي غيرت اسمها من كأس الأبطال إلى دوري الأبطال عام 1992، تسع مرات وهو رقم قياسي بالبطولة ولكن النادي الأسباني فاز بآخر هذه الألقاب التسع عام 2002 . وجاءت عبارة "سيضطر لا ديسيما للانتظار" كعنوان رئيسي للعديد من الصحف ومواقع الإنترنت الاسبانية اليوم، وكان الخبر الجيد الوحيد الذي تلقته جماهير ريال مدريد هو أنه عقب الخروج من دوري الأبطال مباشرة أعلن مدرب الفريق البرتغالي جوزيه مورينيو" المدرب الأعلى أجرا في العالم" أنه باق مع ريال مدريد خلال الموسم المقبل. وقال مورينيو: "سأستمر في عملي هنا ، فبوسع هذا النادي وهذا الفريق أن يواصل نموه". وأضاف: "يجب أن يعود اللاعبون إلى بيوتهم ويقبلوا زوجاتهم وأطفالهم ويرفعوا رؤوسهم عاليا، فقد قدم اللاعبون مباراة جيدة حقا، وأنا فخور للغاية بهم وبما بذلوه من جهد، افتقدنا الكثير من لياقتنا البدنية لأننا لعبنا مباراة صعبة يوم السبت (أمام برشلونة في كلاسيكو الدوري الأسباني) بينما كان بايرن مستريحا". ورفض مورينيو توجيه أي نقد لمهاجمه الكبير رونالدو بعدما أخفق في التسجيل من أولى ضربات الجزاء الترجيحية أمس وقال: "حدث الأمر نفسه الليلة الماضية مع (نجم برشلونة ليونيل ميسي، ولكنهما مازالا لاعبين رائعين، هذا هو ما يمكن أن يحدث في كرة القدم .. إن حزني على اللاعبين أكبر من حزني على نفسي". ويتمتع مورينيو بشعبية كبيرة بين جماهير ريال مدريد رغم ضيق الكثيرين منهم ذرعا لسوء خلقه وعنفه الشديد تجاه الحكام والخصوم. ويتصدر ريال مدريد ترتيب الدوري الأسباني لهذا الموسم بفارق سبع نقاط أمام أقرب منافسيه برشلونة وذلك قبل أربع مراحل على نهاية الموسم مما يعني اقتراب الفريق الملكي كثيرا من إنهاء الهيمنة التي مارسها برشلونة على المسابقة الأسبانية منذ عام 2008 . ولم تشهد وسائل الإعلام الأسبانية العديد من الانتقادات لمورينيو في الصحافة الصادرة في العاصمة الاسبانية مدريد اليوم، بينما أشاد المدرب البرتغالي بحارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس الذي تصدى لاثنتين من ضربات جزاء بايرن أمس. وقال كاسياس: "أشعر بالأسف تجاه كل الجماهير، لأنهم كانوا رائعين الليلة.. لعبنا جيدا ولكن ضربات الجزاء دائما ما تكون لعبة حظ كبيرة". وأشادت العديد من وسائل الإعلام الأسبانية ببايرن حيث علقت محطة "راديو ماركا" الإذاعية على الفريق الألماني قائلة:"خلال المباراتين، كان هو الفريق الأفضل بفارق ضئيل، لذا لا يجب النظر إلى هذا الخروج على أنه ظالم لريال مدريد"، بينما أشادت قناة "تيليمدريد" التليفزيونية ببايرن مشيرة إلى "روحه الرائعة وعدم استسلامه". ويعتبر ريال مدريد وبايرن ميونيخ خصمان قديمان، فقد أطاح بايرن بريال مدريد خمس مرات، بينما تغلب ريال مدريد على بايرن أربع مرات، وتسبب خروج ريال مدريد أمس في نشر شعور بالرضا في كاتالونيا حيث احتفلت صحيفتا "سبورت" و"موندو ديبورتيفو" بفوز بايرن وسخرتا من مورينيو ورونالدو اللذين لا يتمتعان بشعبية في الركن الشمالي الشرقي لأسبانيا.