ساعات قليلة ويرمي العام 2013 آخر أوراقه، عام يمضي وقد شهد العديد من الأحداث الكروية في مختلف أرجاء العالم، وبنظرة تأمل على واقع كرة القدم العربية في هذا العام، نجدها وقد نجحت في احتلال مكانة مرموقة على كافة الأصعدة العالمية والقارية. عام يمكن القول عنه بأنه مثمر للغاية، إذ اجتمعت الكثير من الومضات البراقة التي ستحفر في الذاكرة. تأهل الجزائر للبرازيل 2014 بعد أربعة أعوام عاد منتخب الجزائر من جديد ليثبت قدراته، فقد خاض حملة شاقة في تصفيات أفريقيا ليحصد في النهاية ثمار هذا المجهود ويحصل على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. سوف يظهر "محاربوا الصحراء" في البطولة للمرة الرابعة في التاريخ، والثانية على التوالي بعد أن بلغوا جنوب أفريقيا 2010، والأمل بأن يتخطى دور المجموعات رغم صعوبة المهمة بعد أن وضعته القرعة لجانب بلجيكا، روسيا، كوريا الجنوبية. خاض الجزائر ثمان مباريات في الطريق نحو البرازيل، وتواجه مع بوركينا فاسو في الدور الحاسم، خسر لقاء الذهاب 2-3، ليكون الفوز في الإياب 1-0 في البليدة يوم 19 نوفمبر/تشرين ثاني موعد الفرح الذي اجتاح الجزائر . الرجاء سفيرا للعرب كتب الرجاء البيضاوي تاريخا مجيدا للمغرب ولكل الأندية العربية، حيث كان سفيرا فوق العادة خلال مشاركته في كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA. كانت المشاركة الثانية له بعد الأولى في 2000، وشتان ما بينهما، حيث قدم الرجاء عروضا مميزة خلال هذه المنافسات، وبلغ النهائي بعد أن أزاح من دربه أوكلاند النيوزيلندي، ومونتيري المكسيكي، وأتلتيكو مينيرو البرازيلي، ورغم خسارته للقب أمام بايرن ميونيخ الألماني، إلا أنه كسب احترام الجميع على أداءه القتالي والنتائج المشرفة. خلال النسخ التسع الماضية من البطولة لم يسبق لفريق عربي أن بلغ النهائي الكبير. قدم الرجاء أداء فريدا من نوعه وقدم أسماء ستبقى محفورة في تاريخ البطولة. كما كان هذا العام فريدا بالفعل للرجاء، حيث توج بلقب الدوري المغربي للمرة ال11 في تاريخه وانتزع شرف تمثيل المغرب في كأس العالم للأندية التي ستبقى في ضيافة المغرب للعام المقبل 2014. شباب العراق يتألقون في تركيا كتب منتخب شباب العراق تاريخا مجيدا للكرة العراقية بعد أن تألق بشكل لم يسبق له مثيل في كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013 FIFA. دخل العراقيون البطولة بعيدا عن الترشيحات للتأهل من الدور الأول، ولكن "أسود الرافدين" قدموا مباريات لن تمحى أبدا من تاريخ البطولة، إذ تصدروا المجموعة الخامسة بفوزين على مصر وتشيلي وتعادل مع إنجلترا، وفي الدور الثاني كان التفوق على باراجواي بعد وقت إضافي، وفي ربع النهائي جاء الفوز الشاق على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح. تعيّن عليهم تخطي أوروجواي في نصف النهائي، كانوا على بعد دقائق ثلاث من التأهل للنهائي، قبل أن يتعادل منافسهم ويقود اللقاء لركلات الترجيح التي عبست بوجه "الأسود". خاض العراقيون لقاء تحديد المركز الثالث وخسروه أمام غانا بطل 2009، لكن المركز الرابع لم يكن ليقلل من قيمة الإنجاز العراقي الكبير. الأهلي يحافظ على عرش أفريقيا الحفاظ على القمة أصعب من الوصول لها، هذا ما لم يجد فيه الأهلي المصري أي أزمة، حين توج بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي والثامنة في تاريخه. بعد فوزه بلقب 2012 شكك الكثيرون بقدرة "القلعة الحمراء" على الصمود في وجه التحديات، وخصوصا في ظل زعزعة الاستقرار الكروي المصري وإلغاءه حتى، لكن الأهلي بقي هو ذاته سيد أفريقيا الأول. خاض الفريق مشوارا صعبا في نسخة 2013، تخطى في الدور الأول توسكر الكيني، ثم البنزرتي التونسي في الدور الثاني، وفي دور المجموعات تصدر الترتيب أمام أورلاندو، الزمالك، ليوباردز. وفي نصف النهائي تخطى عقبة القطن الكاميروني، قبل أن يُظهر خبرته الفائقة أمام المنافس الجنوب أفريقي أورلاندو بايريتس فتعادل ذهابا خارج ملعبه بهدف لمثله، ثم حقق الفوز إيابا 2-0 يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، في مشهد تاريخي سيبقى في الأذهان. تأهل الأهلي من جديد لكأس العالم للأندية المغرب 2013 واحتل المركز الخامس دون أن يقلل ذلك من قيمة هذا العملاق. الصفاقسي بسمة تونس رسم الصفاقسي البسمة على شفاه الشعب التونسي، ذلك أنه كان الرابح الأكبر من هذا العام 2013. فقد نجح الفريق المُلقب ب"يوفنتوس العرب" في العودة لمنصات التتويج الأفريقية لينال لقب كأس الإتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية" معوضا ولو بجزء بسيط خسارة المنتخب الوطني لفرصة التأهل لكأس العالم 2014. خاض الصفاقسي مشوارا ممتازا في البطولة، فتخطى جامتيل الجامبي في الدور الأول، ثم دايبليس الكونجولي في الدور الثاني، وتأهل من الدور الفاصل بقرار إداري أقصي على إثره فريق إنوجو رينجرز النيجري. بعدها تصدر دور المجموعات دون هزيمة أمام ستاد مالي، النجم الساحلي، سانت جورج. وفي نصف النهائي تفوق على البنزرتي، ليتواجه في النهائي مع مازيمبي، فاز ذهابا 2-0 وتأخر إيابا بالنتيجة ذاتها قبل أن يخطف فخر الدين بن يوسف هدف اللقب في الوقت القاتل. يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني، نال الصفاقسي اللقب الثالث له في تاريخ البطولة من أصل أربع مرات بلغ فيها النهائي. الأردن والمشوار الفريد لامس منتخب الأردن حلم التأهل لكأس العالم FIFA للمرة الأولى في تاريخ مشاركته في تصفيات آسيا منذ ما يزيد عن ربع قرن، خاض الفريق مشوارا طويلا في تصفيات آسيا تجاوز ال26 شهرا، وتخطى المرحلة تلو الأخرى بأداء متميز مقارنة بالامكانيات المتوفرة، حيث اجتاز الدور الأول بسهولة أمام نيبال، ثم كان من أوائل المنتخبات التي تمر من دور المجموعات، إذ تقدم من المجموعة التي ضمت العراق ، الصين وسنغافورة. وفي الدور الحاسم الذي بلغه للمرة الأولى في تاريخه، نافس (المتأهلين) اليابان وأستراليا وهزمهما على أرضه، ليحتل المركز الثالث ويواجه أوزبكستان في الملحق الآسيوي، ليحقق الصعب وينتزع بطاقة التأهل للملحق العالمي من طشقند وبركلات الترجيح التي كانت أشبه بسباق "الماراثون"، كان عليه مواجهة أحد عمالقة الكرة العالمية، أوروجواي بطل أمريكاالجنوبية، خسر الذهاب 0-5 ولكنه حقق التعادل على ملعب "سينتيناريو" بنتيجة 0-0، ليتوقف عند الحاجز الأخير. برغم هذا الخروج فإن هذه التصفيات شهدت أفضل أداء ونتائج لمنتخب "النشامى". الكويت فرحة بعملاقيها يحق للكويتيون أن يفخروا بما أنجزه عملاقيها "الكويت والقادسية" فقد نجحا في تحويل الأنظار كلها نحو العاصمة الكويت ، عندم مواجهة نهائي كأس الإتحاد الآسيوي الذي جمع الشقيقين الكويت والقادسية يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني. حقق الكويت الفوز 2-0، ليحافظ على اللقب للعام الثاني على التوالي، وحصد الكأس للمرة الثالثة في تاريخ البطولة لينفرد بالرقم القياسي، مما جعل الكرة الكويتية أمام الأردنية والسورية التي نالت لقبين لكل من أنديتها.