لقد واكبتْ بلادنا نهضة رياضيّة رائِدة في السنوات الأخيرة و تطوُّرًا ملْحُوظًا, من حيث تحقيق الإنجازات الرِّياضية الرائعة, وتشْيِيْد المنجَزات والمعالم الرياضية الجبَّارة,و ذلك بسبب الدَّعم المتواصل من الدولة المُباركَة , و دليل ذلك إقامة البطولات المختلفة وكثرة الأندية الرياضية التي قدَّمت لنا نجومًا مازالت أسماؤهم راسخة في الأذهان , و فتح باب الاستثمار الرياضي الذي ساهم في التنافس الرياضي , وازدياد الجماهير الرياضة ,و لكن على الرّغم من هذه النهضة المباركة ساد الأندية الإخفاق و المستويات الضعيفة . و الحكمة الشهيرة تقول: رِضا الجماهير غاية لا تُدرك ! فكلّ لا ينظر إلا فريقه و لو جلَب الضر و المتاعب لنفسه و الآخرين و السبب : نظرة المجتمع الرياضي إلى الرياضة و خاصة لعبة القدم نظرة غير واعية , و تغيير مفاهيمها من المحبة و الترابط و التواصل و التنافس الشريف و إشباع الميول بالتشجيع السليم إلى العداوة و إعياء النفوس بالأسقام وانجراف الجماهير خلْف التعصب الرياضي و الخروج عن ضوابط الأدب و الأخلاق , و استخدام الألفاظ النابية و العبارات الجارحة , أو النقد غير الهادف من المسؤولين أو النقاد الرياضيين ما بين الشَّدّ و المدِّ , و التشجيع الخاطئ للأندية و اللاعبين و يزداد إذا كان الفريقان من مدينة واحدة . و قد يَخرج التعصب الرياضي إلى ما هو أبعد من تراشق الكلمات و الجُمل ,أو نزول بعض الجماهير إلى الملاعب, أو الكتابات و الرُّسُومات السيئة التي شوَّهَت المساكن والمرافق العامة .فأينَ الجماهير من الروح الرياضية التي نسمعها كثيرًا و نقرؤها في وسائل الإعلام ؟و لماذا لا تتقبل الهزيمة بروح رياضية كما تتقبل الفوز؟! ولماذا التهكم و السخرية من الفرق الضعيفة عند الفوز على الكبار و تقديم المستويات الطيبة ؟ و ما سبَب اختلاف الجماهير على الحكام و النقاد و البطولات ؟فجماهير تذكُر بطولات الفريق الرسمية و أخرى ترد عليها : بأنها ليست حقيقية و هلُمَّا جرّا, أم أن هذه الصّوَر تكثر في العالم العربي ! و هذه الأحداث الرياضية غَيض من فَيض ,و تُعْتبر من التخَلُّف الرياضي , و التشجيع غير الحضاري الذي أثَّر على الرياضة عامَّة, فكيف ترتقي الرياضة و السلبيات كثيرة؟! و هذا صورة خاطئة في حق الوطن. عبد العزيز السلامة / أوثال