ما زالت بلادنا حريصة على النّهوض بكافة المجالات، ودعْمها ماديًّا ومعنويًّا، كي يسمو الوطن، ويكون لديه حضارة زاهية، ومن هذه الميادين التي أوْلتها الدولة كثيرًا من الدعْم والرعاية والاهتمام «الميدان الرياضي» إذ شهِدتْ بلادنا نهضة رياضية، وتطوُّرًا ملْحُوظًا، من حيث تحقيق الإنجازات الرِّياضية الرائعة، وتشْيِيْد المُنجَزات والمعالم الرياضية الجبَّارة، فكثُرت الأندية الرياضية التي خرَّجت لنا نجوماً لديها المهارات والمواهب الرياضية، التي أشادت بها تلك الجماهير التي باتت كل يومٍ في ازدياد. لكن من المؤسف حقاً أن عالم الرياضة اليوم كثرت فيه السلبيات التي سلبَت الإبداع الرياضي والروح الرياضية من المجتمع الرياضي عامة، فغلَبَت السلبيات على الإيجابيات وانتشرت الأنانية والماديات، وإذا اشتدَّ التنافس الرِّياضي بين الأندية خاصّة في كرَة القدَم من أجل الإثارة والمتعة، وتنمية المواهب الرياضية، وتحسين النتائج والمُستويات، زاد التوتر النفسي، فنجَمت عنه المشاكل والخلافات الرياضية المُختلفة التي نشَرت آفاتٍ في الرياضة كالتشجيع الخاطئ والتعصّب المرفوض بين محبي الوسَط الرياضي سواءً كانوا رُؤساء اندية وحكَّام ولاعبِين أو جماهير وكتَّابًا ومحلّلِين، الذين لا يرضى بغير الفوز، وإذا هُزم فريقهم غابت الروح الرياضية والأخلاق، فتنتشر الألفاظ السيئة، والجُمَل النابية، أو التصريحَات غير التربوية وغير الهادف من المسؤُولين والنقَّاد الرياضيين من خلال وسائل الإعلام، أو نزُول بعض الجماهير إلى المَلاعب، أو الكتابات والرسومات المسيئة التي شوَّهَت المساكن والمرافق العامة. وتُعد هذه الأساليب من التشجيع غير الحضَاري الذي أثَّر في الرياضة عامَّة، والمتأمل لحال الرياضة يتساءل كثيراً: ما أسباب هذه السلبيات التي سلَبت الإبداع الرياضي والإِمتاع؟ ولماذا هذا التعصُّب الشديد؟ ولِمَ تحوَّلتْ الرياضة من متعةٍ وهوايةٍ جميلة إلى إِعياء النفوس بالأسقام؟ وما سبَب تغيُّر مفاهيم الرياضة السامية من وسيلةٍ تربويةٍ، وتنافس شريف إلى تنافسٍ خاطئ ؟!! فمتى تتغير النظرة السلبية بين المجتمع الرياضي؟ الرياضة متعة يهواها فئة واسعة من المجتمع. لذلك ينبغي على المسؤولين نشْر القَيَم والرّوح الرياضية عن طريق الإعلام التربوي الهادف، لتصحيح المفاهيم الخاطئة.