الكاتب فتحي بن هادي أن تتخطى ظروف عصيبة وتتفوق عليها في مباراة أو اثنان أمر معقول، ولكن أن تكسر حواجز تلك الظروف وتتفوق على نفسك قبل الظروف أمر نادر في عالم كرة القدم، وهاهو أفضل نادي في العالم برشلونة يكاد بصعوبة يتجاوز ضيفه باريس سانجرمان في عقر داره بعدما تقدم الضيف بهدف وكاد أن ينتصر إلا أن الظروف أبت إلا أن يأتي البرشة بالتعادل في مشهد دراماتيكي ليعلن تأهله رسمياً إلى الأدوار النصف نهائية للبطولة. بالأمس عاد الموج الأزرق لنغمة الإنتصارات وقهر الظروف التي يمر بها وبرهنوا لاعبيه أن هنالك كلمة لهم لم تقال بعد، ومثله فعل الإتفاق الذي أنتصر على نفسه قبل انتصاره على الشباب الإماراتي بأربعة أهداف مقابل هدف، واليوم حسم الملكي في مكة مسألة التأهل لدور الستة عشر بعزيمة الأبطال وبروح لا تقنع بمجرد الفوز، بل تفوق على ظروف نقص قاهر يمر بها وطعن وأثخن الجراح في مرمى فريق بطل كفريق سابهان أصفهان وبالأربعة، وهنالك في أقصى الأراضي الإيرانية أعلن الليوث تأهلهم أيضاً بعدما تخطوا نظيرهم تراكتور الإيراني بهدف دون رد. ما أشبه الليلة بالبارحة، بالأمس تأهلت جميع الأندية الممثلة للوطن الأهلي والإتحاد والهلال، واليوم هاهو الأهلي يعلن تأهله رسمياً ومن خلفه الشباب وغداً بحول الله يتلوهما الهلال والاتفاق. مع كل نسخة من البطولة تثبت الأندية السعودية أنها تستحق أكثر من الأربعة المقاعد الممنوحة له من قبل الإتحاد الآسيوي، كما تثبت دول أخرى أن مقعداً واحد كثير عليها، فهي لا تلعب للمنافسة على اللقب كما تفعل الأندية السعودية بل تلعب للتمثيل المشرف. جميل أن نرى بطولتنا الآسيوية تقتبس من نظيرتها الأوربية بعض القوانين والأنظمة، ولكن من الظلم أن يسن الإتحاد الآسيوي جميع قوانين بطولاته من أي إتحاد قاري آخر حتى وإن كان من الإتحاد الأوربي نفسه. لا يختلف اثنان أن بطولة دوري الأبطال الأوربي هي أقوى البطولات العالمية، ورغم ذلك تظل لها خصوصياتها لا يمكن تطبيقها على أي بطولة أخرى في أي إتحاد آخر. تقارب الدول في القارة الأوربية وارتباطها بشبكة مواصلات حديدية أضفى جمالية خاصة للبطولة بالحضور الجماهيري الكثيف في أي دولة كانت داخل الإتحاد، ولن تجد جماهير الأندية هنالك أي صعوبة تذكر في التنقل بين هذه الدول لدعم ومؤازرة فرقها. مالا يتحقق في القارة الصفراء ذلك التقارب بين الدول، حيث تتباعد المسافات والدول فيها، ولابد لنا هنا من إيجاد نظام عادل يكفل مساواة الحظوظ لطرفي النهائي للبطولة، فمن الظلم أن يلعب نادي بعيد كل البعد عن دعم ومؤازرة جماهيره، ومن العدالة أن يُلعب نهائي البطولة على مرحلتين ذهاب وإياب. ما يثير الاشمئزاز أيضاً هو تقسيم فرق البطولة حسب الموقع الجغرافي دول شرق ودول غرب القارة، فكيف يمكن لكرة القدم الآسيوية أن تتطور دون الاحتكاك المباشر بين فرق شرق القارة التي تعتمد اللعب السريع وفرق غرب القارة التي تعتمد على المهارات الفردية. وفي نهاية المطاف لا يسعني إلا الإشادة بالمستويات اللافتة التي يقدمها النادي الأهلي في هذه النسخة، حيث يظهر أن الأهلي تشرب خبرة التمرس في البطولة بعد فوزه على شقيقه نادي الإتحاد في الأدوار النصف نهائية من النسخة الماضية، فكأن ذلك الفوز بمثابة الأسفنجة التي امتص بها الأهلي الثقة التي كان يلعب بها نادي الإتحاد في الآسيوية، وأبارك للأهلاويين مقدماً هذه البطولة إذا ما ساروا على نفس المنوال، ولا أنسى أذكركم أن ذلك ليس توقعاً بل كان تفسير لرؤيا رأيتها قبل مباراة الأهلي الثانية مع النصر الإماراتي في البطولة وثبتها بمباركة شخصية مني لسمو الأمير فهد بن خالد على حسابه الشخصي في تويتر. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi [email protected]