الكاتب فتحي بن هادي يتمتع النادي الاهلي بجماهيرية عريضة على مستوى العالم العربي يحسده عليها أشقاءه من الأندية السعودية ألأخرى فلم أر جماهيراً يعشقون ناديهم كما يفعل الأهلاويون، وقد بلغ عشقهم حد الجنون، ومن منا لا يتمنى أن ينتمي لهذا الكيان، فمعظم اللاعبون منتهى أمانيهم أن ينخرطوا في هذا النادي حيث المال والشهرة والأضواء هذا النادي الذي لا يكاد أن يمضي عليه عام إلا وحقق بطولة على أقل تقدير أو إنجازاً عظيماً، حتى وإن عاندته الأقدار في نوادر من الأحيان يجبلها جبلاً لترضخ له مطيعة ويخطف بها الأضواء من أقرانه. لم يكتفي مجانين هذا النادي بالمؤازرة المجردة له كما يفعل الآخرون، بل بلغ بهم جنون العشق لتوجيه النادي حيث البطولات، وكم من مرة ساهمت هذه الجماهير في اختيار لاعب أجنبي لناديها أو توجيه لاعب آخر له، أو احتواء أزمة كادت تعصف بالنادي، هؤلاء فعلاً يستحقون الأهلي والأهلي يستحقهم. ممن جماهير الأندية الأخرى تغنت بناديها وألبسته القاباً ومسميات أصبحت منهلاً خصباً لتنتقي منه جماهير الأندية الأخرى القاب ناديها، فها هو لقب الملكي ابتكار المجانين الخالص الذي اختارته جماهير نادي الهلال لناديها ، أو لقب قلعة الكؤوس الذي اختارته جماهير نادي الأهلي المصري لناديها وغيرها الكثير من الألقاب. كلما تأملت مدى حب وعشق الأهلي في قلوبهم لا أصل إلى مدى معين، بل تجري بي الأفكار إلى مالا نهاية، حتى أتيقن أن الدم الذي يجري في عروقهم غدى أخضر اللون. قد تجد جماهير أندية أخر يحتفون بناديهم وقت الانتصار، ولكنك لن تجد جماهير تقف وتؤازر ناديها وقت الحاجة الفعلية لهم كجماهير النادي الأهلي، وكم من مرة رأيناها تنتشل ناديها من القاع إلى القمة. نزل خبر رحيل المدرب ياروليم كالصدمة على هذه الجماهير، فأخذ بعضهم يحذر النادي من رحيل هذا الداهية وطالبوا ملياً بعودته ولكّن الأمر قد حسم، فالإدارة مقتنعة بمالم تقتنع به الجماهير. راهن المجانين على سقوط المدرب اليكس الذي لم ينجح مع ذات اللاعبين من ذي قبل والإدارة راهنت على نجاحه، وهاهم المجانين يكسبون الرهان مرة أخرى، فبرغم فوز الفريق في ثلاث مباريات لم يقنع ذلك الفوز هذه الجماهير الواعية لماهية كرة القدم. ليس عيب لرئيس النادي أن يعدل عن رأيه في الاستغناء عن ياروليم فقد كان قراراً خاطئاً، ولا يضيره ذلك فكلنا خطاءون وخير الخطاءين التوابون، فاستمع أيها الرئيس لرأي جماهيرك، فجماهيرك مشربة بحب كرة القدم وحب ناديها ولا تريد غير رؤيته بطلاً كما اعتادوا، وإن لم تعتدل عن رأيك سيخسر النادي الكثير حتى تصل لقناعة أن جماهير الأهلي دائماً على صواب. تعنت رئيس نادي الهلال في موقفه تجاه رئيس الإتحاد السعودي لا يوحي للعاقل إلا بوجود خلاف شخصي بين الطرفين تصعد إلى أن لامس مصلحة الوطن، في وقت نحن فيه لأمس الحاجة للوقوف خلف المنتخب الذي بدأ الدم يدب في عروقه وحقق انتصارين متتاليين على أرض الواقع. كلي يقين أن عقلاء البيت الهلالي ليسوا براضين عن تصرفات رئيس ناديهم، ولم يدرك الرئيس ذلك جيداً، ولا يخفاكم أن من يفشل في تحقيق بطولة على المستطيل الأخضر يبحث عن بطولة في مستطيلٍ آخر ليلهي بها أنظار جماهيره. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi [email protected]