الكاتب فتحي بن هادي تفائل الأهلاويين خيراً بالإبقاء على الجهاز الفني والإداري لقيادة الفريق بعد الكبوة التي تعرض لها الفريق بعد الخروج من البطولة الآسيوية، وما أن سار الأهلي على الطريق الصحيح واستفاق من تلك الكبوة وعاد للعزف على نغمة الانتصارات، إلا وسحبته أيدي خفية تحاول العبث بهذا الكيان العريق وتاريخه وإرجاعه لخط البداية تارة أخرى. تأثر كثيراً رئيس نادي الأهلي بكل شاردة وواردة تكتب أو تقال عن النادي الاهلي في الإعلام الرياضي فثار غضبه لمجرد نقاش عابر بينه وبين المدرب ياروليم بعد فوز مستحق على مرشح قوي كالغرافة القطري فأقاله دونما أدنى تفكير في تبعات ذلك التهور. مع ياروليم قدم الأهلي أفضل أداء له منذ أمد بعيد ونافس على بطولة الدوري حتى الرمق الأخير وخسرها بنقطة مشئومة، كما نافس على البطولة الآسيوية وحل وصيفاً لمنافسه الأقوى أولسان الكوري، وعادت هيبة الفريق بعد أن فقدت لأزمان عجاف. قبل ياروليم كان أداء الفريق متخبطاً فاقداً للروح لا يعرف من أين تؤكل الكتف، ويعاني من عقدة الفرق الصغيرة لا يجيد مدربوه قراءة الفرق المنافسة إلا فيما ندر، أما بعد قدوم الداهية الأصلع أصبح الفريق يجيد قراءة الخصوم سيما في الشوط الثاني، ويستطيع قلب النتائج وأصبح مرشحاً أقوى على كل البطولات التي يشارك فيها، كما استطاع المدرب منح الفريق القوة والقدرة على مواصلة اللعب طوال التسعين دقيقة دون كلل أو ملل، ولا يستطيع أياً كان أن يتوقع متى يسجل الأهلي فيشدك الفريق طوال الدقائق التي يلعبها. لم يعبث ياروليم بتاريخ القلعة كما عبثت بعض الأقلام بعقل رئيس النادي، بعض الأقلام التي لا يسرها عودة الأهلي للمنافسة، فلقد كان من أفضل المدربين الذين مروا على تاريخ النادي مع الداهية تيلي الوبلجيكي لوكا بيروزفيتش فعرف الأهلي معه ثبات المستوى والمنافسة القوية على البطولات. أكبر خطأ لياروليم أنه عمل في بيئة أصحابها ينصتون لمن يعملون ضد مصلحة النادي الأهلي وعودته للمنافسة، فمن المفترض أن قرار الاستغناء عن المدرب قرار لا يأتي بالإرتجال بل يأتي بالتروي وبالحسابات الدقيقة والأرقام الواضحة للعيان، فقد عمل ياروليم على تكوين فريق يجيد خلق حلول الأنتصار متى ما لعب الفريق المنافس بطريقة التقفيل، وأكبر دليل على هذا تلك التسديدات المدروسة من خارج منطقة الجزاء فمن من المدربين فعل هذا مع الأهلي؟. وبعد كل ما فعله الأصلع الداهية من تغيير في شكل الفريق داخل المستطيل الأخضر أطالب كل الأهلاويين بربط حزام الأمان استعداداً لمرحلة التخبط التي كان أول ظهور لها في مباراة الإتفاق بعد أن ضاعت هوية الفريق البطل في خضم عدم التوظيف الصحيح للاعبين داخل الملعب وبدأ الاستسلام الواضح والهفوات الدفاعية والتخبط، أما الآن يا سادة فاستعدوا فقد دقت ساعة الصفر لمرحلة جديدة من الاجتهادات الفردية للاعبين وأنتظروا فقط رحيل أليكس ومجيء أليكس آخر. فتحي بن هادي أبوعامرية للتواصل مع الكاتب Twitter @Fathi_Hadi بريد [email protected]