استمر مشوار السد الطويل نحو التتويج باللقب الآسيوي حتى النهاية. وقد احتاج السد إلى حوالي ثلاث ساعات ليحقق فوزا دراماتيكيا على جيونبوك موتورز الكوري الجنوبي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 حيث نجح نذير بلحاج في تسديد الركلة الحاسمة في نهائي مثير ومشوق السبت. والفوز هو الأول لفريق من غرب القارة الآسيوية في هذه المسابقة منذ عام 2005، وقد سمح للسد بالمشاركة في بطولة العالم للأندية FIFA الشهر المقبل. وما يزيد من أهمية إنجاز السد، أن لاعبي الفريق بإشراف المدرب خورخي فوساتي بدوا منهكين تماما بدنيا وذهنيا بعد أن أهدروا فوزا كان في متناولهم في الوقت بدل الضائع من زمن المباراة الأصلي عندما أدرك الاحتياطي لي سونج-هيون التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ليفرض التمديد في جيونجو. وكان الضيوف قلبوا تخلفهم بهدف سجله اينينو للفريق الكوري الجنوبي، الى 2-1 بواسطة سيم وو-يون خطأ في مرمى فريقه بعد مرور نصف ساعة، وعبد القادر كيتا منتصف الشوط الثاني. واعترف فوساتي بالقول في المؤتمر الصحافي بعد المباراة "لم أكن أتصور أن نصل إلى ركلات الترجيح، لأنني كنت قلقا عندما خضنا الوقت الإضافي كون الحالة البدنية التي دخلنا فيها المباراة لم تكن تسمح لنا بذلك. فقد وصلنا قبل يومين من انطلاق المباراة بعد رحلة طويلة وكان يتعين علينا أن نتأقلم مع فارق التوقيت (ست ساعات)". بالإضافة إلى العامل البدني، كان يتعين على الفريق القطري أن يواجه أجواء صاخبة من قبل أنصار الفريق المحلي الذين قدروا ب41805 متفرجين داخل ملعب جيونجو حيث فاز جيونبوك بمبارياته الست في طريقه نحو المباراة النهائية. لكن السد كان متسلحا بالفوز الذي حققه قبل فترة وجيزة على الأرض الكورية الجنوبية وتحديدا الشهر الماضي على سوون سامسونج بلووينجز 2-0 في ذهاب الدور نصف النهائي، في مباراة أقيمت في أجواء مشحونة أيضا. وأضاف فوساتي الذي بدا عليه التأثر "كنت قلقا من عدم قدرة اللاعبين على أنهاء المباراة لهذا السبب، لكنهم كافحوا ليس فقط بأجسادهم لكن بقلوبهم أيضا. ولهذا السبب أيضا نجحنا في الفوز بركلات الترجيح". تألق صقر إذا كان ثنائي قلب الدفاع المؤلف من لي يونج-سوو وقائد الفريق عبدالله كوني صلبا للغاية، فإن نجم المباراة بلا منازع كان من دون أدنى شك الحارس محمد صقر الذي تصدى لأكثر من محاولة كورية خلال الدقائق ال120 قبل أن ينجح في ابعاد ركلتين ترجيحتين. وقال فوساتي "لعب صقر مباراة رائعة اليوم، لكنها ليست المباراة الوحيدة التي تألق فيها في هذه المسابقة. اليوم خاض مباراة كبيرة، لم يهدر لاعبو جيونبوك ركلات الترجيح بل قام صقر بالتصدي لها. كما أنه تصدى لمحاولتين أو ثلاث في غاية الأهمية، وتدخله في آواخر المباراة كان رائعا". ويشير فوساتي إلى تصدي صقر إلى آخر محاولات الفريق الكوري في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع عندما كانت النتيجة تشير إلى تعادل الفريقين 2-2 وفي غمرة الهجمات الكورية لحسم النتيجة في الوقت الأصلي. وقد مرر بارك وون-جاي كرة عرضية داخل المنطقة من الجهة اليسرى بإتجاه جيونج تشونج-هوون الذي تركها لكيم دونج تشان، فسيطر عليها الأخير بصدره وأطلقها بإتجاه المرمى لكن صقر ارتمى عليها مبعدا الخطر ومتحاشيا سقوط فريقه بالضربة القاضية. لكن على الرغم من تدخلات صقر الهامة، فإن فوز السد لم يكن ليتحقق لولا مساهمة عبد القادر كيتا أيضا الذي أجبر مدافع جيونبوك موتورز على تسجيل خطأ داخل مرماه في الشوط الأول قبل أن يسجل هدفا رائعا على الطاير بعد مرور ساعة. الهدف كان الثاني للدولي الإيفواري في هذه المسابقة، لكنه سيبقى خالدا بالنسبة إليه. وقال كيتا لموقعFIFA.com "أنا سعيد جدا لأنها المرة الأولى التي تكون لي فيها اليد الطولى في الهدفين، على الرغم من أن الأول جاء عن طريق الخطأ من قبل أحد المدافعين. أدرك جيدا بأن عائلتي وزوجتي وابني والجميع في بلادي سيكونون سعداء بهذا الأمر أيضا، وأريد أن أتذكر هذا النهائي دائما لأنه كان مهما بالنسبة إلي أن أسجل هذا الهدف".