لا أُبالغ إن قلت بأن عدنان حمد هو الرابح الأكبر من خلاف الكابتن ياسر القحطاني مع فهد الهريفي والذي أصبح حديث الشارع الرياضي اليوم ، فقد استغل ببراعة ما يحظى به من قبول واسع لدى (قناة الوطن) وذلك انطلاقاً من الأهداف المشتركة فيما بينهما ليستكمل بدوره ما بدأته هذه القناة ويستضيف الهريفي على قناة دبي الرياضية في وقت (بالغ الحساسية) ليصعّد الخلاف بين الطرفين ، في حلقة مثيرة عززت انقسام الشارع الرياضي السعودي المنقسم أصلاً ما بين مؤيد لمنهجية ريكارد ومعارض لها ، إلاّ أن عدنان في تقديري نجح من خلال هذه الحلقة في خلق فجوة ما بين المنتخب السعودي وإعلامه ، كفيلة بأن تضع الأول تحت ضغط شديد قد يكلّفه الكثير سيّما وأنه يستعد لخوض أولى مبارياته في بطولة خليجي 21 غدٍ الأحد . وفيما لو استجاب الأخضر لهذا الضغط وساءت أحواله .. فهذه برأيي خدمة جليلة يقدّمها عدنان حمد لمنتخب بلاده ، إذ استطاع أن يلعب دوراً إعلامياً باهراً أزاح من خلاله خصماً عنيداً جداً يعد دائماً المرشح الأقوى للبطولة . أما (قناة الوطن) فيكفيها وفاءاً لميولها أن أشعلت فتيل هذا الخلاف في وقت مناسب جداً للهريفي وعدنان حمد ، ولقد ذكرت في إحدى مقالاتي السابقة بأن إعلامنا الرياضي لا يسعه الخروج عن فضاء ذلك النادي فهو محاصر من كل الإتجاهات بمدراء قنوات ومخرجين ومعدّين ومقدّمي برامج ومنتجين ورؤساء تحرير ومعلّقين وغيرهم يرعون مصالحه ويذودون عنها ، ولعلّ المنتمين للوسط الرياضي يدركون هذا الأمر جيداً إلاّ أنّ غالبية من يدّعون الحياد منهم لم ولن يبدوا امتعاضاً من هذا الإنحياز الممنهج ، بل يتعاطفون جداً مع ذلك النادي نظير ابتعاده عن البطولات لعقد من الزمان أو يزيد ، فضلاً عن أن غريمه التقليدي قسى كثيراً عليه وعلى أندية عدة في السنوات الأخيرة ، وهذا برأيي مبرر كافٍ لأن يصطف إعلامهم دفاعاً عن هذا النادي ويبارك الإنحياز التام لصالحه حتى لو كان المنتخب هو الضحية . منيف الخشيبان Twitter@Munif_2012