منيف الخشيبان مات فيصل بن فهد ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم والمؤسسة الرياضية لا تزال عاجزةً عن توفير المناخ الصحيّ اللازم للرياضة بمعناها الحقيقي ، ومنذ ذلك الحين والفشل يُلازم اتحاداتها في توظيف الإنجازات والموروث الرياضي الكبير التوظيف اللائق والسليم ، لا سيّما اتحاد كرة القدم ، والذي يعيش اليوم مرحلةً تعدّ الأسوء في باكورة نشأته ، حيث لم يكن رئيسه السابق الأمير نواف أوفر حظاً من سابقه فقد تعالت في عهده أصوات النّاقمين على السياسة السّلطوية الصِّرفة التي كان ينتهجها الإتحاد ، والطريقة البدائية التي يسنّ بها القوانين والتشريعات ، وتنصيب الرؤساء والأعضاء ، والصّلاحيات وغيرها من الأمور ، فحاول الرئيس الشّاب حينها احتواء الأزمة ، والتعاطي مع هذا اللّغط بهامشٍ كبير من الحرية ، والقبول بالرأي واحترام الرأي الآخر أياً كان ، إلاّ أن هذا القرار كان للبعض بمثابة فرصة ثمينة للإنقضاض وتصفية الحسابات وكيل الإتهامات دون أي اعتبار أو تحفّظ ، وبالفعل فقد حدث مالم يكن في الحُسبان ، وزادت وتيرة الصّخب وتوالت الإنتقادات بكمٍ هائل ، واتسعت رقعة الخلافات ، وخرجت الأمور عن سيطرة الرئيس ، فأدرك صعوبة البقاء وقرّر الإبتعاد ، إلاّ أنه وبعد تفكير عميق ، وعصف ذهنيّ مُركز ودقيق على طريقة “أوزبورن” .. قام بتأجيل قرار الإستقالة إلى حين موعد الصّدمة ، وأعني بذلك خروج منتخبنا الأول من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل على يد استراليا ، ليكون بذلك قد أراح منتقديه ، وامتصّ غضب الشارع المُحتقن تماماً جرّاء الخروج الثاني على التوالي من التصفيات المونديالية ، فكان له ما أراد ، وترك الجمل بما حمل للرئيس المؤقت ، والذي احترمه كثيراً إلاّ أنه حُمّل ما لا يُطيق ، ناهيك عن أنه يفتقد للكثير من صفات القادة ، وعدم جرأته في اتخاذ القرارات الهامة ، فضلاً عن أنّ البعض لا يراه إلاّ بين سندان عشقه لناديه ومطرقة الإتهام بالمجاملة والتّقصير .. فماذا عساه أن يفعل !! برأيي أن هذا المنصب بالذّات يحتاج إلى رجل يمتلك صفات قيادية بالدرجة الأولى تمكّنه من السيطرة إدارياً والوصول إلى حالة الإستقرار ، حازم وصارم وجريء في اتخاذ القرارات ، قادر على فرض استراتيجية واضحة وتوفير كل العوامل التي تحقق الأهداف بإتقان . كلّما زاد الضجيج واللّهد قلت رحمك الله يا فيصل بن فهد .