يواجه حلف شمل الأطلسي اختبار صعبا ودقيقا على هامش إنعقاد القمة الأطلسية على مستوى رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء السبع والعشرين في العاصمة الرومانية بوخارست خلال الفترة من الثاني الى الرابع من شهر ابريل . وتخيم العديد من التساؤلات وعلى هامش انعقاد هذه القمة بشان القدرات الفعلية لدول المنظمة العسكرية الغربية اولا على تجاوز الخلافات الحادة بينها بشان معاينة عدد من الملفات الحيوية التي تواجه الناتو وثانيا بشان قدرة الحلف نفسه على التأقلم مع متطلبات هندسة الأمن الأوروبي والانتقال من منظمة مكرسة للدفاع عن الدول الأعضاء الى منظمة ذات بعد عالمي وما يحمله ذلك من مخاطر على التوازنات الإقليمية والدولية . وتخيم المصاعب المتصاعدة والشائكة ميدانيا وسياسيا التي تعترض الحلف في أفغانستان ووصول الإستراتيجية المتبعة حتى الآن في هذا البلد الى طريق مسدود على الجانب الرئيس من مداولات قمة بوخارست الأطلسية . وأخفقت قوات الناتو المنتشرة باعد هائلة في أفغانستان وتناهز الخمسين ألف رجل ليس فقط على فرض النظام والأمن خارج العاصمة الأفغانية كابول ولكن أيضا وهو الأمر الحيوي في بلورة مخرج سياسي للازمة الأفغانية والمساعدة على صياغة حل توافقي بين مكونات الشعب الأفغاني . وترفض الفعاليات الأطلسية سواء في بروكسل اوفي واشنطن حتى الآن التي تدعم الحكومة المركزية في كابول بكافة الوسائل التعامل مع أي طرف آخر وتحديدا مع حركة طالبان . ولكن بريطانيا وايطاليا وبعض الدول الاوروبية الأخرى باتت تعتبر علانية انه حان الوقت للتفكير في نهج جديد للتعامل مع الوضع الأفغاني يأخذ بعين الاعتبار مختلف ابعاد الصراع ولا يستثني البحث عن الية مصالحة شاملة. وأمام هذه الخلافات في المعاينة والتحليل السياسي والميداني للموقف الافغاني ينتظر أن يتبنى زعماء الناتو ما يسمى خطة /إستراتيجية/ و/سياسية عسكرية/يفترض أن تظهر التوجه الواجب إتباعه من قبل الحلف في أفق العام 2013م وبتعاون وثيق مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأفغانية برئاسة حميد قرضاي الذي سيشارك في جانب من أعمال قمة بوخارست. // يتبع // 1217 ت م