أفتتحت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم أعمال المؤتمر الإقليمي الثاني حول الشرق الأوسط ما بعد 2011م التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والامنية بحضور رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وممثلين عن العديد من الدول العربية والأجنبية والعديد من الشخصيات السياسية والإعلامية المحلية والعربية والمهتمين . وأكد ميقاتي في كلمته خلال حفل الافتتاح على أن : "لانعقاد أعمال المؤتمر الإقليمي الثاني حول "الشرق الأوسط ما بعد 2011 التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والامنية" أهمية خاصة لأنه يتزامن مع ما تشهده منطقتنا العربية من تحولات ترجمت تبدلات في عدد من البلدان العربية جاء بعضها مكلفا على الصعيدين الانساني والاقتصادي فيما كان الوضع مختلفا نسبيا في بلدان أخرى " . وأضاف : " أما تحديد أسباب التحركات الشعبية التي أفرزت وقائع مغايرة عما كانت عليه سابقا فإن تجربة الانظمة الديمقراطية وما يفترض ان تحققه من حرية ومساواة وعدالة اجتماعية شكلت حاجة لتلك الشعوب المتطلعة الى العيش الحر الكريم". وقال : "ليس سرا أن ما ساهم في الاضاءة على الخيارات الديمقراطية المتنوعة هو التقدم الهائل في ميادين الاتصالات والاعلام ما اتاح لشعوب منطقتنا ليس فقط الاطلاع والمعرفة بل كذلك اجراء مقارنات بين انماط الحياة في عدد من البلدان العربية وتلك التي يعيش في ظلها العالم المتقدم ونتج عن ذلك تنامي ظاهرة بدت في بلدان عربية تعويضا عما فات فيما أوجدت في بلدان أخرى حالات قد تأخذ عملية معالجة نتائجها وقتا اضافيا ولكنها لن تستكمل فصولها الاساسية الا بالتمسك بحرية الانسان وكرامته وحقوقه في التعليم والاستشفاء والعدالة الاجتماعية". وتابع ميقاتي قائلا : "إن مسؤولية كبرى تقع على القيمين على الانظمة الجديدة التي تكونت تتمثل في التركيز على إبراز التأثيرات الايجابية للتغيير الذي حصل بالتزامن مع ضرورة تبديد القلق الذي نشأ بفعل تحريك عصبيات قبلية أو أتنية أو دينية سرعان ما عزف البعد الطائفي على أوتارها ما أحدث فتنة في هذه الدولة أو تلك ومشاريع حرب أهلية في دول أخرى لقد كان في الامكان تفادي النتائج السلبية عن تحرك شعوب بعض دول المنطقة لو تم ادراك الابعاد الحقيقية لانتفاضة هذه الشعوب والشروع في حوار هادىء ومسؤول يفضي إلى إجراءات توافقية . وختم بالقول : "إنني على يقين بأن الأمة العربية التي شهدت عبر تاريخها الطويل تحولات جذرية كبرى واستطاعت النهوض على مر تاريخها القديم والحديث قادرة على التأقلم مع الواقع الجديد والتفاعل مع المتغيرات وان تنتصر على الذات وتستمر بحجز مكانها تحت الشمس شرط أن تقرأ جيدا مسار التطورات المتسارعة وإني على ثقة أن مؤتمركم هذا سيلقي الضوء على هذه التحولات وستكون له مساهمة فاعلة في تحليل هذه الظاهرة وتلمس التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية التي تنتج عنها ومن هنا فإن زمن المتغيرات وزمن الخيارات الصعبة و علينا أن نحسن القراءة وتجنيب أوطاننا الخيارات الصعبة". وبعد ذلك بدأت جلسات العمل المغلقة التي تنوعت موضوعاتها بين "الإسلاميون في السلطة أبرز نتائج الربيع العربي: التداعيات على مستقبل الأقليات والأنظمة السياسية ومستقبل الدولة المدنية" و"الجامعة العربية والمنظمات الدولية: المعايير المعتمدة في ادارة التغيرات السياسية في العالم العربي.. مجالات التكامل ومستويات وأساليب مواكبة العملية السياسية وحماية المدنيين" و "العالم العربي على ضوء المتغيرات الراهنة : التداعيات على الإقتصاد والأمن الإقليميين ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي" و"النظام السياسي في لبنان يقوم على علاقة تعاقدية بين مجموعات ثقافية متنوعة ويستمد شرعيته من العيش المشترك: إمكانية تعميم النموذج اللبناني على المجتمعات العربية لضمان التوازن في المشاركة السياسية". // انتهى //