لفتت البئر القديمة في جناح الباحة أنظار الكثير من الزوار وخاصة كبار السن ممن تعايشوا معها في سابق الأيام . وأوضح رئيس الوفد المشارك بقرية الباحة التراثية بالجنادرية عبدالله بن محمد يعن الله عن البير الموجودة بقرية الباحة التراثية بالجنادرية مبيننا ان طولها يصل خمسة عشر مترا وبجانبها المجرة وعليها ادوات جلب الماء مثل البكرة او المحالة والدلاء ا والغرب والرشا ووضعت بالقرية بهدف تعريف الشباب بمعاناة الاباء في الحصول على الماء قديما وكيفية حفرهم للآبار واستخراج الماء لسقياهم وسقيا مواشيهم وكذلك اطلاعهم على أشكال ومسميات الأدوات المستخدمة والمتعلقة بالبير قديما. وتعد آبار المياه المحفورة قديما موردا وحيدا في ظل شح الامطار وهي بعد الله سببا للبقاء وكانت ولازالت منطقة الباحة مليئة بالآبار من مئات السنين تتواجد في محاذات بطون الأودية ومسائل الشعاب ووسط المزارع وعادة ما تجد البئر ملتصقة بالمنازل تسهيلا " للوراد " ونوع من الحماية والرقابة على مصدر الحياة وبقي القليل باستخدامات ضعيفة جدا نظرا لتحول الأهالي إلى الطرق الحديثة في الري والسقيا و جلب المياه في ظل اهتمام حكومتنا الرشيدة برفاهية المواطن وتامين حياة كريمة له ولأسرته . ولكن تظل "ألبير" القديمة ذات مدلولات عظيمة لدى سكان الباحة خصوصا كبار السن والذين لا زالوا يحتفظون لها بذكرى طيبة كونها كانت يوما مصدر ريهم وملاذهم بعد الله من العطش ، وتتراوح أعماق الآبار بالمنطقة بين عشرة أمتار إلى أربعين مترا حسب عمق مستوى سطح الماء . وكان الأهالي قديما يستخدمون مفردة قيم أو قامة أي طول الرجل كوحدة قياس متعارف عليها فيقولون البير عشر قيم أو عشرين قامة اما بالنسبة للقطر فيتراوح بين المتر الواحد والخمسة أمتار، وكانت عملية الحفر تتم بمشاركة جميع سكان القرية وتستمر لعدة أيام أو لأشهر حسب نوعية الصخور والتربة ويتكبد العاملين مرارة التعب والإجهاد الكبير في الحفر بالموقع مستخدمين المعول والمجرفة والفاروع والعتلة والمسحاة في الحفر وكذلك الزنابيل ولضمان سلامة البير من الاندثار أو التهدم فإنها تبطن بالأحجار وعصي الأخشاب خصوصا الجزء الأعلى وتسمى بير مطوية لتراص الحجر بشكل حلزوني إلى قاع البير ,وبعد الانتهاء والوصول إلى الماء يبدأ جلب المياه بالدلاء يدويا عبر الجمال . والدلو يعتبر من الانية التي يستخرج بها الماء ويسمى الغرب يصنع من جلود الحيوانات تتراوح سعته من 10 إلى 40 لترا من الماء والصغير منها يطلق عليه ( شن ) لها ما يعرف بمربط الدلو من جهتين أو أربع خصوصا الكبيرة للمساهمة في حفظها للماء عند جلبه من قاع البير . //انتهى//